ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في عددها الصادر اليوم أن الأرض تحتاج إلى مئة ألف عام للتعافي من ظاهرة الاحتباس الحراري. ونقلت الصحيفة عن علماء جيولوجيين قولهم: إن الأرض تحتاج إلى هذه المدة للتعافي من الاحتباس الحراري في حال استمر الإنسان بضخ الغازات الدفيئة التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع درجات الحرارة. وأضافت الصحيفة أن علماء مناخ من مختلف أنحاء العالم سيجتمعون هذا الأسبوع في مؤتمر نظمته الجمعية الجيولوجية في لندن للنظر في كيفية التعامل مع تغير المناخ في الفترة الماضية. وأوضحت الصحيفة أنه من خلال دراسة الصخور الرسوبية قبل ملايين السنين تمكن علماء الجيولوجيا من عرض كيفية تأثير زيادة الغازات الدفيئة على المناخ التي أدت الى ظاهرة الاحتباس الحراري والتي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وانقراض بعض أنواع الكائنات. وقال البروفيسور جيم زاتشوس من جامعة كاليفورنيا الأمريكية إن النشاط البركاني خلال 55 مليون سنة ماضية تسبب في بعث 4500 مليار طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي على مدى آلاف السنين. وأضاف زاتشوس أنه في حال استمر العالم بضخ غازات في المعدل الحالي فسيتم انطلاق نحو 5 آلاف مليار طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجو خلال مئات من السنين مشيرا إلى أن ذلك سوف يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ ويمكن أن يسبب الانقراض الجماعي لبعض أنواع الكائنات. وأشار إلى أن الآثار التي يسببها الاحتباس الحراري من حيث تطور كوكب الأرض شديدة للغاية مقارنة مع 55 مليون سنة مضت. من جهتها حذرت الجمعية الجيولوجية في بيان نشرته الصحيفة أن الأدلة الجيولوجية من أحداث السنوات ال 55 مليونا الماضية توحي أن زيادة انبعاث الغازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية من المرجح أن ترفع متوسط درجات الحرارة العالمية ما لايقل عن 5 إلى 6 درجات وربما أكثر وأن تعافي مناخ الأرض سيستغرق مئة ألف سنة في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من الاحتباس الحراري. وتنتج ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض بسبب كثرة الغازات وعلى رأسها غاز الكربون الناتج عن احتراق البترول والفحم وتجزم كل التقارير العلمية بأن المناخ يسخن بسرعة ولا تقدر التوازنات الطبيعية على التكيف معها. يذكر أن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي إلى تغيير التساقطات المطرية وتواتر الجفاف و الفيضانات و ارتفاع مستوى البحار بسبب ذوبان الثلوج مايهدد بإغراق الجزر الصغيرة و السواحل إضافة إلى زيادة التصحر وامتداد محيط الأمراض مثل الملاريا و الكوليرا وحدوث أعاصير وزوابع تخلف وراءها خسائر اقتصادية وبشرية.