اختتم المدير العام ل «صندوق الأوبك للتنمية الدولية» (أوفيد) سليمان الحربش جولة عمل في الشرق الأوسط شملت عدداً من الدول الأعضاء والشريكة امتدت من قطر إلى الإمارات ثم السعودية ومصر. واستهل الحربش جولته للشرق الأوسط بالمشاركة في الدورة السادسة لاجتماعات الطاولة المستديرة لوزراء الطاقة في دول آسيا، التي عُقدت تحت مظلة «منتدى الطاقة العالمي» واستضافتها قطر، لمناقشة القضايا الملحة في قطاع الطاقة، تحت عنوان «دور قارة آسيا في مشهد الطاقة الجديد». وتهدف الاجتماعات إلى ترسيخ الحوار واستمراره بين الشركاء من المنتجين والمستهلكين ومؤسسات التنمية لمراجعة الانعكاسات والعواقب والآفاق في أسواق الطاقة وإيجاد حلول ومواقف مشتركة تصب في مسار التنمية المستدامة. وسلّط الحربش في كلمته الضوء على الطاقة المتجدّدة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من رؤية «أوفيد» الشاملة لإمكان حصول الجميع على الطاقة، مؤكداً أهمية شراكة الصندوق ومنتدى الطاقة العالمي التي بدأت منذ العام 2011 بهدف درس أفضل الوسائل فعالية للتخفيف من حدة الفقر في مجال الطاقة من خلال مراجعة المصادر التقليدية والمتجددة واستعراض الأدوار المختلفة لأصحاب المصلحة. وأشاد بدور «أوفيد في إقناع شركات البترول بتبني جدول أعمال التنمية المستدامة للنمو الشامل خلال العقود المقبلة»، وجدد دعوته شركات البترول والغاز للانضمام للجهود الدولية، مشدداً على أن المجتمع الدولي ليس في حاجة إلى إطلاق كلمات جوفاء للقضاء على فقر الطاقة بل العمل والتوجه الحقيقي لزيادة الوتيرة في تنفيذ برنامج محدد وواضح لحصول الجميع على الطاقة. وأشار إلى أن «أوفيد»، ومنذ إطلاق مبادرته «الطاقة من أجل الفقراء» في حزيران (يونيو) 2012 وحتى أيلول (سبتمبر) الماضي، قدّم نحو 1.5 بليون دولار لتعزيز الجهود الرامية لتوفير خدمات الطاقة الحديثة من خلال مرافق عملياته. ولفت إلى أن «مجلس أوفيد الوزاري تعهد بتقديم بليون دولار كحد أدنى لدعم مبادرة الطاقة من أجل الفقراء. وبعد اجتماعات الطاولة المستديرة لوزراء الطاقة في دول آسيا، توجه الحربش إلى دبي للمشاركة في ندوة حول النهج الترابطي لتحقيق أمن الطاقة والمياه والغذاء، التي نظمها «المركز الدولي للزراعة» بالتعاون مع «أوفيد» بهدف تعزيز الشراكة والعمل الجماعي من خلال تبادل الخبرات والمعرفة بين الشركاء لتحقيق رؤياهم وأهدافهم المشتركة. وركز الحربش في كلمته على إبراز أهمية النهج المترابط في التنمية، والذي تحول إلى جدول أعمال التنمية العالمي، مؤكداً أنه يمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه الأهداف الإنمائية المستدامة لما بعد عام 2015. وأشاد بهذا النهج الترابطي ووصفه بحجر الزاوية لخطة «أوفيد» الاستراتيجية للعقد المقبل، معلناً إحراز تقدم كبير نحو هذا الهدف إذ خصص الصندوق 68 في المئة من إجمالي تعهداته حتى الآن لدعم المشاريع المتعلقة بهذا النهج المترابط لتأمين حاجات الشعوب النامية. ولفت إلى أن «أوفيد» قدم حتى الآن نحو 19 بليون دولار لدعم 3504 مشاريع في 134 بلداً نامياً في أربع قارات.