كشفت باحثة دكتوراة في مجال الطاقة في تقرير حديث أعدته عن صندوق الأوبك للتنمية «أوفيد»، أن الصندوق صعد دعمه لقطاع الطاقة في 2014 بقدر أعلى من السنوات السابقة، فتمت الموافقة على مشاريع لصالح 29 عملية في 24 بلدا بمبلغ غير مسبوق قدره 456.1 مليون دولار، وبهذا المبلغ أصبح نصيب قطاع الطاقة 30% من مجموع التزامات أوفيد لعام 2014. وقالت ل «اليوم» سمر خان باحثة دكتوراة في أمن الطاقة، وتعمل حاليا كمتدربة في صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) في العاصمة النمساوية – فيينا، بأن التقرير الصادر من منتدى فيينا للطاقة عام 2015 يشير إلى أن 1.1 بليون شخص محرومون من الطاقة الكهربائية في العالم، و2.9 بليون شخص مازالوا يعتمدون على الأخشاب ومكونات حيوية كمصدر للوقود في منازلهم. وأضافت «المشكلة لا تكمن في حرمانهم من الكهرباء فقط ولكن الاعتماد على هذا النوع البدائي من الوقود يؤدي إلى تلوث هوائي يدمر صحة الكثيرين ويتسبب في وفاة حوالي 4 ملايين شخص سنوياً غالبيتهم من الأطفال والنساء، فمن الأمور المحزنة أنه في الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول من مشكلة التزايد في استهلاك الكهرباء وقيام الهيئات والمنظمات بمبادرات تسعى نحو التقليل من هذا الارتفاع والتخفيف من استنزاف الطاقة، يعيش جزء آخر من العالم في فقر لا يعلم به سوى الله». وأشارت الباحثة سمر خان إلى أن كثير من دول العالم تعاني فقر الطاقة بعدم توفر موارد طاقة كافية وميسرة التكلفة لتعزيز النمو الاقتصادي وتلبية احتياجات الإنسان الأساسية، ونظراً لأن عدم توفر الكهرباء في المدارس والمستشفيات والمنازل يتسبب بعوائق عديدة أمام التطور الاقتصادي والاجتماعي لأي دولة، كان ل «أوفيد» دور فعال في التخفيف من مشاكل فقر الطاقة حول العالم حتى قبل أن يصبح موضوع فقر الطاقة ظاهراً و مهماً للعديد من المنظمات و الهيئات الأخرى. واسترسلت «فمنذ القمة الثالثة لملوك ورؤساء البلدان الأعضاء في أوبك التي استضافتها المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض عام 2007، التي تدعو إلى محاربة الفقر يعمل أوفيد على التخفيف من حدة فقر الطاقة في العديد من الدول النامية، حيث أطلق في عام 2008 مبادرته «الطاقة من أجل الفقراء»، لدعم هذه المبادرة وافق مجلس وزراء «أوفيد» خلال دورته السنوية الثالثة والثلاثين في حزيران (يونيه) 2012 على إصدار بيان عرف «بإعلان القضاء على فقر الطاقة» يقضي بتخصيص مليار دولار متجدد للمساهمة في القضاء على فقر الطاقة. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لازالت مسألة التخفيف من حدة فقر الطاقة من أهم المواضيع الإستراتيجية التي يتم التركيز عليها بشكل كبير في أوفيد. 134 بلدا شريكا تستفيد من مشاريع التنمية المستدامة وأكدت باحثة الدكتوراة تطلع «أوفيد» إلى محاربة الفقر عن طريق تقديم المساعدة على وجه الخصوص إلى البلدان الفقيرة النامية المنخفضة الدخل لتطويرها من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وتكون الأولوية في تقديم المساعدات للدول الأقل فقراً ويستثنى من ذلك البلدان الأعضاء في أوبك». وأضافت «لكن من الممكن أن تقدم مساندات للدول الأعضاء في حالات الكوارث الطبيعية و الظروف الطارئة، إذ أن مساعدات «أوفيد» المالية قد استفاد منها 134 بلداً حتى عام 2014، حيث تحصل «أوفيد» على مواردها من المساهمات التطوعية التي تقدمها البلدان الأعضاء في أوبك وهذه الموارد ليس لها أي علاقة بارتفاع أسعار البترول أو هبوطها، إضافةً إلى الدخل العائد من استثمارات و قروض «أوفيد»، حيث يتميز أوفيد بتقديم منح لدعم مشاريع في مختلف قطاعات التنمية المستدامة كالتعليم والصحة و الزراعة و الطاقة. أوفيد و فقر الطاقة بالرغم من المساهمات العديدة لأوفيد في الحد من فقر الطاقة إلا أن عام 2014 كان متميز جداً، حيث صعَد أوفيد دعمه لقطاع الطاقة بقدر أعلى من السنوات السابقة، فتمت الموافقة على مشاريع لصالح 29 عملية في 24 بلدا بمبلغ غير مسبوق قدره 456.1 مليون دولار، و بهذا المبلغ أصبح نصيب قطاع الطاقة 30% من مجموع التزامات أوفيد لعام 2014. نماذج لتمويل مشاريع تضخ الطاقة تقوم أوفيد بتمويل مشاريع الطاقة التقليدية في العديد من البلدان كما أنها تقوم أيضاً بتمويل مشاريع الطاقة المتجددة بما يتناسب مع البيئة المحلية للبلدان المستفيدة. في عام 2015 وقع المدير العام ل «أوفيد»، سليمان الحربش، والأمين العام لمنظمة العلاقات الاقتصادية الدولية المنفِّذة لهذه المبادرة (كاري إينا أيك) اتفاقية لتمويل مبادرة الطاقة الشمسية للجميع في ساحل العاج وغانا، و دُعم المشروع بمنحة من أوفيد بقيمة 800 ألف دولار. وسيُخصص تمويل هذه المبادرة للمجتمعات الريفية الفقيرة التي تقع خارج نطاق شبكات الكهرباء الوطنية، نظراً إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيش فيها السكان في البلدين. حيث أن حوالي ثلثي سكان المناطق الريفية في ساحل العاج وغانا لا تتوافر لديهم خدمات الكهرباء الحديثة، ، ويقدر عددهم ب 19 مليون نسمة. و تحديداً سيتم استخدام منحة أوفيد في توريد شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة وتركيبها لحوالي 2500 أسرة، إضافة إلى تدريب المستخدمين وإنشاء شبكات صيانة إقليمية. و بهذا المشروع تكون أوفيد قد ساهمت في الحد من فقر الطاقة عن طريق توفير خدمات الكهرباء و الاضاءة الذي سيساهم بإذن الله في تحسين الظروف المعيشية لحوالي 30 ألف شخص في المجتمعات الريفية. محطة كهرومائية لإمداد الطاقة ومن مشاريع «أوفيد»، قالت سمر خان «تعتزم شركة الخدمات العامة في جامايكا إلى زيادة نسبة الطاقة المولَّدة من مصادر متجدِّدة إلى 15%بحلول عام 2016، و لتحقيق هذا الهدف قام أوفيد بتقديم قرض بقيمة 25 مليون دولار للمساهمة في إنشاء محطة كهرومائية جَرَيانيَّة على نهر ماغوتي تبلغ قدرتها 6.7 ميغاواط». ونظراً لأن سكان الجزيرة البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة يعانون من نقص في إمدادات الطاقة سيساهم هذا المشروع في تحسين إمدادات الطاقة، إضافة إلى حماية البيئة الطبيعية للجزيرة. وختمت باحثة الدكتوراة حديثها بقولها: «أخيراً بإمكان أي منظمة أو مؤسسة أن تضع لنفسها أهداف و طموح لمساعدة فقراء العالم، لكن البعض فقط يقوم بتحقيقها، صندوق أوبك للتنمية من المؤسسات التي أثبتت للعالم أنه من السهل تحويل الأقوال إلى أفعال. و«أوفيد» ساهم بشكل فعال في رسم الابتسامة على وجوه العديد من الأشخاص عن طريق التخفيف من حدة فقر الطاقة في حياتهم وإدخال الخدمات الأساسية في بيوتهم وتقديم المساعدات بشكل عام في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية. وصندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) أثبت للجميع أن هناك تضامنا فعالا ما بين الدول التي أنعم الله عليها بوفرة مصادر الطاقة وخصوصاً النفط والغاز وبين بقية الدول النامية الفقيرة. «أوفيد».. مؤسسة تمويل إنمائي عالمي يديرها سعودي «أوفيد» هو صندوق أوبك للتنمية الدولية وهو عبارة عن مؤسسة تمويل إنمائي حكومية دولية، تم إنشاء «أوفيد» في 28 يناير في عام 1976 من قبل الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) هو منظمة مختلفة تماماً عن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) من حيث الأهداف والجهاز الإداري. ويتكون المجلس الوزاري في أوبك مكون من وزراء البترول أو وزراء الطاقة من دول الأعضاء، أما «أوفيد» فيتكون الجهاز الإداري من وزراء المالية، حيث تم طرح فكرة إنشائه في الجزائر في عام 1975 أثناء انعقاد القمة الأولى لملوك ورؤساء البلدان الأعضاء في أوبك. أطلق عليه في البداية الصندوق الخاص بأوبك، وفي عام 1980 تم تحويل الصندوق إلى منظمة حكومية تنموية مستقلة وأصبحت تعرف ب «صندوق الأوبك للتنمية الدولية» واختصاراً يطلق عليه «أوفيد» وهي الأحرف الأولى من المسمى باللغة الانجليزية: The OPEC Fund for International Development ومقر «أوفيد» الرئيس في العاصمة النمساوية فيينا، المبنى هو قصر تاريخي للدوق النمساوي «ويليم فرانز كارل»، تم بناؤه بين 1864 و1868 ويعتبر المبنى من أهم وأكثر المباني جمالاً في شوارع فيينا.. المدير العام والرئيس التنفيذي لأوفيد هو السعودي سليمان الحربش، وتولى رئاسة أوفيد عام 2003 وتم تمديد رئاسته ثلاث مرات لجهوده البارزة والتي كان لها أثر كبير في مساعدة وإنجاز العديد من المشاريع في عدد من الدول النامية.