بعد أن ظهر غضبه من استعمال مصطلح «كارتل» في وصف «مُنظّمَة الدُول المُصدّرة للنفط» على منبر منتدى «أفيد» في الشارقة، ذَكّر سليمان الحربش، مدير «صندوق «أوبك» للتنميّة الدوليّة» («أوفيد»)، بأن هذا المصطلح استعملته صحيفة «نيويورك تايمز» في وصف «أوبك» عند ولادتها في العام 1976، حتى قبل أن تُنهي «أوبك» صوغ ميثاقها. وقبل هذا الاحتجاج بقليل، ألقى الحربش كلمة في افتتاح المنتدى تحدّث فيها عن افتقار عشرات ملايين العرب إلى الكهرباء في القرن 21، مُشدّداً على ضرورة اعتبار القضاء على «فقر الطاقة» الهدف السابع للتنميّة ضمن «أهداف الألفيّة» Millennium Goals. وعقب مغادرته المنبر، تحدّث إلى «الحياة» عن هذا الهدف الذي اعتبره «أخلاقيّاً بامتياز لأنه في قلب مفهوم الإنسانيّة والحضارة». وبيّن أن هناك مئتي شخص يموتون يومياً في العالم العربي لأسباب تتصل بالافتقار إلى الطاقة! ونأى الحربش بنفسه عن نبش البعد السياسي في أسعار البترول تاريخياً، كرخصها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، والحفاظ على استقرار أسعارها عبر أزمات المنطقة كافة، وارتفاعها الراهن بأثر مضاربات غربيّة في قلب الأزمة الاقتصادية وغيرها. واعتبر الحربش أن نقاشاً كهذا يفتح متاهة سياسية، لكنه شدّد على دور البترول في التنمية عربيّاً، مستنكراً ميولاً ظهرت في المنتدى تهرول صوب رفع الدعم عن أسعارها في السوق العربي. ثلاثيّة مزدوجة ذكّر الحربش أيضاً بأن التصدي لفقر الطاقة انطلق مع «مبادرة الطاقة من أجل الفقراء» (جدّة - 2008) التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، كما ظهر أيضاً في اجتماع وزراء الطاقة في البلدان المنتجة للنفط والمستهلكة له، في مؤتمر «كانون - المكسيك» في سياق «كوب 12» في العام 2010. ولم يفت الحربش التذكير بأن مؤتمر الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة «ريو+20» أقرّ حق الجميع بالحصول على الطاقة الحديثة بحلول العام 2030، مشيراً إلى أن «أوفيد» تعهّد بتقديم بليون دولار تتجدّد بصورة دوريّة، لتمويل «مبادرة الطاقة من أجل الفقراء». وإذ لفت الحربش إلى «ثلاثية» الطاقة والماء والغذاء باعتبارها في القلب من جهود الطاقة المستدامة والتنمية والبيئة، شدّد على تقدّم الطاقة لهذا المُركّب الثلاثي الخشن. وكذلك أكّد «ثلاثية» أخرى رأها فائقة الأهمية، تتمثل في تلازم الأبعاد الاجتماعية والسياسية والبيئية لأسعار النفط. وتكرّرت هاتان الثلاثيتان كلتاهما في منتدى «أوفيد» في الشارقة، بل رافقتهما دوماً نقاشات حارّة ومتنوّعة.