ترى مجموعة من الفتيات العاطلات عن العمل في محافظة الطائف أن تقبل المجتمع لفكرة احتضانهن أطفالاً ما دون أربع سنوات من أبناء وبنات الموظفات من جنسهن في منازل هؤلاء الفتيات خلال فترة وجود الموظفات في مقار أعمالهن، سواء الإدارية أو التعليمية أو الطبية والقطاعات الأخرى، سوف يوفر لهن فرص وظيفية برواتب مجزية، ويقضي على شبح البطالة في صفوفهن، لاسيما مع ندرة الوظائف النسائية وتقلص الاستعانة بالعاملات المنزليات في هذا الجانب المهم. وذكرت تركية السعيد أن التوجة حال تقبل المجتمع للفكرة سوف يولد حضانات مصغرة داخل المنازل، وأبدت استعدادها للقيام بالعمل، وقالت «أكسبتني رعايتي لأطفالي الخبرة في رعاية الأطفال الآخرين، ما يجعلني مؤهلة لتولي المهمة التي تستلزم مزيداً من الحرص والأمانة، متوقعة ان تحقق النجاح، خصوصاً ان أطفالها يتوجهون الى مدارسهم ويتركون المنزل خاوياً على عروشه ما يفسح المجال لمزاولة المهنة بإخلاص، شريطة عدم التدخل في شؤون الطفل الخاصة، واقتصار الدور الذي اقوم به على توفير الأمان والحماية له الى ان يعود لوالديه»، وأوضحت، «للفكرة أبعاد امنية يجب ان يعيها المجتمع تعود الى مصلحة الوالدين وتضع مساراً آمناً لمصير الاطفال، خصوصاً اننا نصعق بين الفينة والأخرى بحوادث اختطاف ابطالها عاملات منزليات. وعبّرت المعلمة منى الحارثي عن تأييدها للفكرة، وقالت «يوجد لدي ثلاث بنات أكبرهن لم تتجاوز الخامسة من العمر، واعتمد على العاملة المنزلية دائماً في الحفاظ عليهن عند توجهي ووالدهن الى وظائفنا، إذ أغلق باب الشقة بإحكام واحتفظ بالمفتاح حتى عودتي بعد الظهيرة، ويعتريني حال قلق وتفكير مستمر في مصير اطفالي عند نشوب حريق في المنزل، لا سمح الله، والابواب مغلقة»، وأضافت: «نحن الموظفات يجب ان نقف الى صف العاطلات ومساعدتهن في مواجهة كلفة الحياة بطرق مشروعة، خصوصاً ان بعض الأسر ظروفها المادية صعبة للغاية وليس لديها القدرة على المواجهة في ظل غلاء المعيشة العالمي». من جانبها قالت أشواق الزهراني: «المبالغ المادية التي تدفع للعاملات المنزليات والحاضنات غير السعوديات تدرج ضمن الاموال المهاجرة التي تنعكس سلباً على اقتصادنا، وأرى من الاجدر ان بنات الوطن لهن الأولوية بها لنوفر لهن حياة كريمة ولقمة عيش بطريقة شريفة». وأشارت «المشروع غير مكلف ولا يتطلب سوى زرع الثقة في هؤلاء الشابات والأخذ بأيديهن للامام ولا يلزمه سوى الاتفاق مع الموظفات، خصوصاً الاقارب بعيداً عن استجداء القطاع الخاص، الذي تملص من هذه المهمة وأخذ يقدم مبررات واهية أمام برامج «السعودة» وبعيداً ايضاً عن الحصول على تصريح من الجهات المعنية لمزاولة المهنة وإكسابها الصبغة الرسمية، التي إن وجدت وتم اعتمادها فسوف تثير التنافس بين الشابات للظفر بوظيفة من هذا النوع، الذي لا يتنافى مع تعاليم الدين وعادات وتقاليد المجتمعات المتقدمة»، وتابعت «الفكرة في متناول اليد ومن جوانبها الايجابية ممارستها في المنزل في معزل عن الاحتكاك بالعناصر الرجالية، ما يوفر أجواءً ملائمة للإبداع وابتكار الخطط لتطويرها». وعن خطورة العاملات المنزليات والمربيات أكدت الاستشارية الأسرية الدكتورة منهل الغامدي أن وجود المربية والعاملة في المنزل يؤثران سلبياً على النمو اللغوي للطفل، إذ يكتسب الطفل من خلال المربيات مفردات لغوية ركيكة غير متماسكة، وأكدت أن نسبة من الأطفال يعانون من عيوب في النطق جراء احتكاكهم المباشر بالعاملة او المربية، لافتة إلى أن «تأثير الخدم على الإناث من الأطفال لا يقتصر على اللغة فقط، ولكن ايضاً ثبت أن الطفلة من الناحية النفسية قد تصبح خجولة وقليلة الكلام، وتميل الى الهدوء، وكثرة النفور من الكبار، خصوصاً الغرباء. وقد ثؤثر هذه الظاهرة على أسلوبها في المعاملة بمن حولها من أصدقاء وزملاء وقد تصبح عدوانية، إذ يصبح العدوان وسيلتها لإفراغ شحنات الغضب الكامنة في نفسها»، وأوضحت البحوث التي أجريت في منطقة الخليج أن للعاملات المنزليات تأثيراً سلبياً على الطفل والأسرة في مجالات عدة، تشمل القيم الدينية والثقافية والنمو اللغوي والاجتماعي والأنماط السلوكية والروابط والعلاقات الزوجية والأسرية.