قتل ثمانية عراقيين أمس نصفهم من قوات الأمن في هجمات متفرقة، أعنفها انفجار عبوة ناسفة في دورية راجلة للشرطة المحلية في الرمادي أسفرت عن مقتل أربعة منهم. وأفاد العقيد حميد شندوخ، أن «أربعة من أفراد الشرطة المحلية قتلوا بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية وسط المدينة، بينهم ضابط برتبة رائد». وفي الحويجة (255 كلم شمال بغداد) اقتحم مسلحون يرتدون زياً عسكرياً منزل مختار قرية العساكرة مع نجله وأعدموه، على ما أفادت مصادر أمنية وأخرى طبية. وفي الشرقاط (300 كلم شمال بغداد)، قتل موظف يعمل في أحد الشركات التابعة لوزارة الصناعة فيما أصيب نجله في هجوم مسلح استهدفهما قرب منزلهما. في المدائن (20 كلم جنوب شرق بغداد) قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مقهى شعبياً. وفي أبو غريب (غرب بغداد) أصيب أربعة عسكريين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة الهجمات المتفرقة التي وقعت في العراق الأربعاء إلى 46 قتيلاً. وتأتي الهجمات التي شملت تفجيرات بعبوات ناسفة وإطلاق نار وقصف القوات الحكومية معقل التمرد في الفلوجة، قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات البرلمانية العامة. وارتفاع أعمال العنف التي طال أمدها هي الأسوأ في العراق منذ عام 2008. ومن بين أشد الهجمات التي وقعت الأربعاء الهجوم المزدوج الذي استهدف مقهى شعبياً في منقطة الوشاش ذات الغالبية الشيعية في غرب بغداد، حيث قتل 13 شخصاً وأصيب نحو أربعين آخرين. ووقعت التفجيرات بصورة منسقة، إذ انفجرت عبوة ناسفة عند الساعة التاسعة (21:00 ت.غ.) قرب المقهى، وبعد تهافت الناس إلى المكان، فجّر انتحاري نفسه وسط التجمع، ما أوقع عدداً كبيراً من الضحايا، على ما أفاد مصدر في وزارة الداخلية رفض كشف اسمه. وأسفرت التفجيرات التي وقعت في مناطق متفرقة حول العاصمة بغداد عن ثمانية قتلى، فيما قتل أربعة من عناصر الشرطة بانفجار جثة مفخخة في مكمن نصب لهم في منقطة الإسحاقي في محافظة صلاح الدين، وقتل ستة أشخاص في هجمات متفرقة في كركوك وديالى والموصل المضطربة. وأسفرت عمليات القصف المدفعي التي نفذتها قوات الجيش على معاقل المسلحين في الفلوجة عن مقتل 15 وإصابة 40 آخرين، على ما أفاد الطبيب أحمد الشامي من مستشفى الفلوجة العام. ويواصل مسلحون من «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) سيطرتهم على مدينة الفلوجة، خصوصا الجزء الجنوبي منها. وتفرض قوات الجيش حصاراً شديداً على المدينة التي غادر معظم سكانها هرباً من الاشتباكات. ومنذ مطلع 2013 تشهد مناطق متفرقة في عموم العراق تصعيداً في أعمال العنف هو الأسوأ منذ موجة العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد بين عامي 2006 و2008 وأوقعت آلاف القتلى. وقتل أكثر من 300 شخص منذ بداية شهر آذار (مارس) وأكثر من 2000 منذ بداية 2014 في أعمال العنف اليومية.