انطلاقاً من اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم، ونظراً إلى الدور الرائد الذي يقوم به «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف»، وما له من اهتمام في هذا المجال، وجعل المدينةالمنورة مركزاً للإشعاع الحضاري الإسلامي الدائم، فقد استضافت المدينةالمنورة أول ملتقى من نوعه «ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم» وتم تكوين لجان خاصة بالتحضير له، إذ يتوقع أن يحظى بقيمة فنية ودينية وعلمية عالية، ويشارك فيه مجموعة كبيرة من أشهر الخطاطين والفنانين والمزخرفين في العالم. فور استكمال طلبات الراغبين بالمشاركة فيه سيعلن الأمين العام للمجمع الدكتور محمد بن سالم العوفي موعد إقامة الملتقى، وتقوم اللجنة حالياً بمخاطبة الشخصيات المهتمة بالخط العربي عموماً وخطاطي المصحف الشريف خصوصاً في مختلف انحاء العالم، وتطلب من المشاركين نماذج من أعمالهم وتقوم لجنة تحكيم خاصة باختيار المميز منها، كما سيصاحب الملتقى معرض مفتوح لكتّاب المصاحف والمهتمين بالخط والزخرفة والتذهيب وحتى صانعي أدوات الخط من الشركات والمؤسسات والأفراد، وستتاح لهم الفرصة بالاشتراك في هذا المعرض وأيضاً لمناقشة الخطاطين المتحمسين لكتابة المصحف الشريف بخط اليد، وكذلك هناك مشاركة نسائية، وسيضم أسماءً بارزة ولامعة في مجال الخط العربي في العالم، وسيتم إصدار كتاب توثيقي لأشهر الخطاطين في العالم، وخطاطي المصاحف خصوصاً، يتضمن سيرة الخطاط ورحلته المباركة مع الخط، ونموذجاً من خطوطه المختلفة من خلال الملتقى. يضم الملتقى أول معرض خاص لرسول الله «صلى الله عليه وسلم»، سُمي «رسول الرحمة والإنسانية ومعجزاته في المدينة النبوية»، يتضمن فضائله ومعجزاته وما تمتاز به المدينةالمنورة من تاريخ إسلامي مجيد وصفاء ونقاء وبركة وقدسية واطمئنان وروحية وعطاء لا يوجد مثله في مدن أخرى، إذ تم اختيار لوحات للآيات التي ذكرت المدينة أو بأسماء مختلفة وتم ترجمتها للغة الانكليزية، وكذلك الأحاديث المنقولة من البخاري ومسلم، ومعجزة اهتزاز جبل «أُحد» عندما صعده رسول الله وأصحابه، و«إبطال السحر عند تناول تمرها»، و«فضل الصلاة في المسجد النبوي بأفضل صلاة مما في سواه»، و«الصلاة في قباء بأجر عمرة»، و«أجر الصبر على لأوائها وشدتها»، و«كيف أن الملائكة تحرسها من الطاعون والدجال»، و«فضل الموت فيها»، و«فضل ما بين بيته ومنبره»، و«شد الرحال إليها»، و«عقاب من آذى أهلها»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»، وهناك لوحة يمثل قرصها اسم المدينة وتتفرع أشعتها لتُكوّن 40 اسماً لها. إن الملتقى يهدف إلى تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف وتكريمهم والاحتفاء بهم والاستفادة من تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف الشريف، وبيان مناهجهم في ذلك، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاطو المصحف وعرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، وتشجيع التواصل بين الخطاطين والمهتمين بدرس التراث العربي ومدرسي الخط قاطبة. ويهدف هذا الملتقى إلى: أولاً: تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف وتكريمهم والاحتفاء بهم، ثانياً: تجلية تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف الشريف، ثالثاً: إبراز الرسالة التي يحملها خطاط المصحف الشريف، رابعاً: العمل على إيجاد ضوابط مرعية في زخرفة المصاحف، خامساً: المزاوجة في صناعة الحرف العربي بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي، سادساً: محاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي، سابعاً: عرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، ثامناً: اكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، تاسعاً: تشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف والمهتمين بدراسة الخط العربي. لقد حث الأمين العام للمجمع الدكتور محمد بن سالم الجميع على بذل أقصى الجهود لإخراج هذا المتلقى بما يليق بمقام هذا البلد الذي سخر نفسه لخدمة الحرمين الشريفين، وكل من شد إليه الرحال في حجة أو عمرة أو زيارة. لقد قام المسؤولون عن الملتقى بالاتصال بأشهر الباحثين والكتّاب والنقاد في هذا المجال، وكذلك بأشهر الخطاطين والمزخرفين لكتاب الله تعالى، ونتمنى بأن يكون هذا الملتقى الأول من نوعه قد أدى دوره بين دول العالم في الحفاظ على هذا التراث من الإهمال والتغير والتشويه من خلال رجال عاهدوا الله على حمل هذه الرسالة بأمانة وتفانٍ وإخلاص. عضو اللجنة الاستشارية ل «ملتقى أشهر خطاطي المصحف الشريف»