نفذ فلسطيني هجوم طعن أسفر عن استشهاده وجرح إسرائيلي قرب الخليل في الضفة الغربية، وذلك غداة فشل مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تطويق العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وتحذيره أمس من إمكان «خروج النزاع عن السيطرة». من جانبه، قال المرشد علي خامنئي أمس، إن إيران ستدعم الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل «بأي طريقة تستطيع». ميدانياً، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينياً طعن شاباً إسرائيلياً وأصابه بجروح بالغة في القسم العلوي من جسمه، فيما أطلق الجنود النار على المهاجم، ما أدى الى استشهاده أثناء خضوعه لعملية جراحية. وأضافت أن الهجوم وقع عند مخيم الفوار جنوب الخليل عند تقاطع طرق قرب تجمع لقرى فلسطينية ومستوطنات. وأعلن ناطق باسم مستشفى «شعاري تصيدق» في القدس، وفاة الفلسطيني الذي قال إن اسمه محمد الشوبكي وعمره 19 عاماً، وهو من سكان مخيم الفوار. في غضون ذلك، توفي الفتى إبراهيم عبد الحليم داوود (16 عاماً) متأثراً بجروح نتيجة إصابته برصاصة في القلب قبل أسبوعين خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. من جانبه، حذر كيري فور عودته إلى بوسطن بعد زيارته المنطقة، من تدهور النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين و «خروجه عن السيطرة»، داعياً الطرفين الى التوصل سريعاً إلى حل. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن كيري فشل في جسر الهوة بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» في رام الله: «حمل كيري مطالب نتانياهو إلى الجانب الفلسطيني، وطلب العمل على وقف العمليات وما سماه التحريض، ليصار بعد ذلك إلى تقديم تسهيلات إسرائيلية تفضي الى توفير أفق سياسي، لكن الرئيس عباس أبلغه أن لا السلطة ولا إسرائيل ولا أي جهة يمكنها وقف هجوم فردي قرره شخص بمفرده ونفذه بمفرده وبأدوات تحت يده مثل سيارة أو سكين». وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، إن كيري لم يحمل جديداً: «طلب كيري تهدئة الأوضاع لخلق أفق سياسي، وقلنا له لا يمكن توفير تهدئة وأفق سياسي إلا بوقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى ما قبل اتفاق أوسلو». وأوضح مسؤول فلسطيني أن كيري طالب عباس بمحاولة تحقيق تهدئة ولو لأسبوع واحد من أجل إقناع نتانياهو بمواصلة إجراءات بناء الثقة. وتشمل هذه الإجراءات منح سلطات حكم ذاتي للسلطة في أجزاء من الضفة، مع احتفاظ إسرائيل منفردة بالسيطرة الأمنية والإدارية. من جانبه، رفض خامنئي تصريحات كيري بأن الموجة الجديدة من الهجمات بالسكاكين والدهس بالسيارات التي يشنها الفلسطينيون ترقى لمستوى «الإرهاب»، معتبراً أن الفلسطينيين يحتجون على احتلال أرضهم. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله إن «الانتفاضة الفلسطينية بدأت في الضفة»، وذلك «رغم كل جهود الاستكبار (الولاياتالمتحدة)... وحتى التعاون من دول عربية». وذكر أنه قال في تجمع لقوات الباسيج: «سندافع عن حركة الشعب الفلسطيني بكل وجودنا وبأي طريقة نستطيع وطالما كنا قادرين على ذلك».