حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس من تدهور النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بحيث انه يمكن ان «يخرج عن السيطرة»، داعياً الطرفين الى التوصل سريعاً الى حل. في هذه الاثناء، قالت مصادر فلسطينية مطلعة ان كيري فشل في جسر الهوة بين الموقفين الاسرائيلي والفلسطيني. وقال كيري فور وصوله الى بوسطن بعد لقائه قادة الطرفين خلال زيارة للمنطقة: «قلقون للغاية حيال العنف وإمكان خروج الوضع عن السيطرة». وأضاف: «في الأشهر الماضية، قمنا بتشجيع الطرفين على اتخاذ خطوات ايجابية لخفض حدة التوتر وإبداء التزام صادق بالعمل من أجل حل الدولتين». وتابع: «اعتقد أننا قد نصل الى نقطة محورية يكون فيها على الطرفين اتخاذ قرارات مهمة من اجل المستقبل، ونأمل بالتأكيد في أن يقوموا بالخيارات التي ستشجع آفاق سلام دائم». وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» في رام الله ان مهمة كيري جوبهت بتعنت اسرائيلي، وان الفلسطينيين أبلغوه ان امر وقف العمليات ليس في يدهم، وأن الحل المطلوب هو حل سياسي وليس تسهيلات حياتية. وأوضحت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو رفض طلب كيري تقديم تسهيلات حياتية للفلسطينيين، منها توسيع مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية، وإزالة الحواجز وإطلاق اسرى، مشترطاً ان يجري ذلك بعد وقف ما سماه «العنف الفلسطيني». وأضافت المصادر: «حمل كيري مطالب نتانياهو الى الجانب الفلسطيني، وطلب العمل على وقف العمليات وما سماه التحريض، ليصار بعد ذلك الى تقديم تسهيلات اسرائيلية تفضي الى توفير أفق سياسي، لكن الرئيس عباس أبلغه أن لا السلطة ولا اسرائيل ولا اي جهة يمكنها وقف هجوم فردي قرره شخص بمفرده ونفذه بمفرده وبأدوات تحت يده مثل سيارة او سكين». وقال أمين سر اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان كيري لم يحمل جديداً: «طلب كيري تهدئة الأوضاع لخلق افق سياسي، وقلنا له لا يمكن توفير تهدئة وأفق سياسي الا بوقف الاستيطان واطلاق سراح اسرى ما قبل اتفاق اوسلو». وأضاف ان الرئيس عباس قدم لكيري خمسة ملفات عن الخروق الاسرائيلية تشمل قتل أبرياء واحتجاز جثامين الشهداء واعتداءات وتحريض المستوطنين واعتقالات الاطفال والاستيطان والقيود على الحركة اليومية في الاراضي الفلسطينية. وكان القنصل الأميركي دونالد بلوم قدم اخيراً اقتراحاً للرئيس عباس يقضي بوقف الهبّة الشعبية في مقابل تسهيلات اسرائيلية واسعة للفلسطينيين، منها توسيع مناطق السلطة الفلسطينية في المنطقة «ج» الخاضعة للاحتلال، وتسهيل الاستثمار في هذه المنطقة، وإزالة الحواجز وغيرها، لكن عباس أبلغه أن التهدئة في حاجة الى اختراق سياسي وليس الى تغيير في الشؤون الحياتية، مطالباً بتجميد الاستيطان واطلاق اسرى ما قبل اوسلو.