ذات مرّة، سخر الفنان زياد الرحباني من أساليب الترويج والدعاية، خصوصاً استخدام جسد المرأة فيها، بحيث يلعب التوهيم الجنسي دوره فيستبدل خيال البضاعة بخيال الأنثى. إنها إحدى حيل الترويج، وربما أكثرها شيوعاً، كما يظهر على شاشات التلفزة، وإعلانات المجلات، ولوحات الإعلان على الطرق التي ذهب بعضها بعيداً في لعبة التوهيم والإغراء. من المستطاع وصف ذلك بأنه الترويج بالجسد الأنثوي. في السياق عينه، تعمد بعض متاجر أستراليا، بثّ أنواع معيّنة من العطور كي تتناسب مع المعروضات. وتستند المتاجر الأسترالية في ذلك الى دراسات أكّدت الدور الكبير الذي تلعبه حاسة الشم في حسم خيارات الشراء. يمكن وصف ذلك بأنه الترويج بالأنف. وحاضراً، يعد علماء جامعتي ديوك وإموري الأميركيتين، بنوع جديد من الترويج، من المستطاع تسميته الترويج بالدماغ، أو الترويج بالأعصاب «نيوروماركتنغ» Neuromarketing! ولمَ لا؟ أليس هناك تتخذ القرارات النهائية بصدد الشراء والتسوّق؟ ويرى هؤلاء العلماء أن من الممكن مستقبلاً استعمال أدوات متقدمة في مسح الدماغ، بحيث تعطي فكرة عن عمله، ثم استخدام نتائجها في الترويج للسلع. وعلى غرار الدراسات التي ترصد ميول المستهلك وتفضيلاته في التسوّق، يرى علماء الجامعتين أن من الممكن استخدام المسح بالرنين المغناطيسي للدماغ، للتعرّف الى ما يجذب المستهلك، ويحضّه على اتخاذ قرار إيجابي (من وجهة نظر السوق) بالشراء. ويلفت البروفسور دان إيرلي، اختصاصي السلوكيات الاقتصادية في جامعة ديوك، الى أن ذلك يبعث شبح أن تتمكن الشركات من قراءة عقول الناس، من دون طلب إذنٍ منهم، بل من دون معرفتهم بالأمر كله أصلاً. وفي الورقة التي نشرت أخيراً على موقع «نايتشر»، ناقش إيرلي وزملاؤه في جامعة إموري، التحديات الأخلاقية التي تترافق مع هذا النوع من الترويج. ولاحظ هؤلاء العلماء أن هذه الوسيلة المتقدمة يمكن أن تُستعمل أيضاً في المجالات التي تتطلب معرفة ميول مجموعات بشرية، مثل الأطعمة والترفيه والميول السياسية وغيرها.