وصل نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح أمس، قادماً من الإمارات العربية، إلى مأرب لتفقد الجبهة، بعد طرد الحوثيين والقوات الموالية لهم من أطرافها وتحرير معظم أجزاء المحافظة. وقال إن عدداً من الوزراء سيزاولون مهماتهم من المدينة. وأضاف أن حكومته «لم تكن تهدف إلى الدخول في حرب مع الحوثيين وقوات صالح إلا أن الميليشيا جعلت الحرب أولوية لإنهاء تمردهم». وزاد «نحن جاهزون لأي مفاوضات مع الانقلابيين متى ما كانت لديهم النية الصادقة للانصياع لقرار مجلس الأمن». في غضون ذلك أكدت مصادر «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة، والمدعوم من قوات التحالف العربي، أمس أنها واصلت تقدمها ببطء في اتجاه مدينة «الراهدة» (50 كلم جنوب تعز) بسبب كمية الألغام الفردية والمضادة للدروع التي زرعها الحوثيون، فضلاً عن تدميرهم الجسور. وتواصلت المواجهات في محيط مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ شهور، كما اشتدت المعارك في الجبهة الجنوبية الغربية، في مديرية ذباب، القريبة من باب المندب ومحيط معسكر العمري وأطراف مديرية الوازعية التي كانت القوات المشتركة سيطرت عليها قبل أيام. وأغار طيران التحالف على مواقع الجماعة والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في مناطق متفرقة من تعز ومحافظات شبوة وإب وصعدة والضالع، ما أدى إلى تدمير آليات ثقيلة ومخازن أسلحة وسقوط عشرات القتلى والجرحى. وأوضحت مصادر «المقاومة» أن الغارات في تعز طاولت مواقع الحوثيين في محيط معسكر العمري وفي مناطق الوازعية وذباب والمسراخ والراهدة والحوبان، كما استهدفت تعزيزاتهم في منطقة عقب «القنذع»، بين محافظتي البيضاء وشبوة. وساندت الغارات مسلحي «المقاومة» في مديرية حزم العدين، غرب مدينة إب، ومديرية دمت التابعة لمحافظة الضالع الجنوبية التي تشهد أطرافها الشمالية مواجهات ضارية، كما طاولت محافظة صعدة، حيث معقل الحوثيين الرئيسي، ودمرت مخازن أسلحتهم في مديريات كتاف وسحار وساقين وحيدان، وأفاد شهود في محافظة الحديدة (غرب) بأن ضربات الطيران طاولت مواقع مفترضة للحوثيين في جزيرة حنيش في البحر الأحمر. وبالتزامن مع التقدم المتواصل للقوات المشتركة و»المقاومة» والتحالف في تعز، دعا صالح إلى «وقف القتال في المدينة والجلوس إلى طاولة المفاوضات وإزالة أسباب الاقتتال والتناحر». ونشر اقتراحاً عبر «فايسبوك»، داعياً من وصفهم ب «الخيرين من أبناء المحافظة» إلى العمل على «إخراج كل الميليشيات، من كل الأطراف بما في ذلك قوات التحالف والمقاومة». كما اقترح «أن تتحمل السلطة المحلية ورجال الأمن والجيش المسؤولية وتسيير شؤون المحافظة». في عدن، أكدت مصادر أمنية أمس عودة نحو 500 عنصر من «المقاومة» من معسكر تدريبي في أرتيريا، تشرف عليه قوات التحالف، ومن المقرر أن يتم توزيع هذه القوة على مراكز الشرطة في المدينة المحررة. وفي تكرار للحوادث الأمنية التي تشهدها المدينة أعلنت المصادر ذاتها أن «مسلحين مجهولين سطوا على فرع أحد المصارف المحلية في حي المنصورة ونهبوا خمسين مليون ريال» (الدولار=215 ريالاً).