أجبر مسلحو «المقاومة الشعبية» الموالون للحكومة الشرعية في اليمن أمس جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم على التقهقر من عدة مواقع بين محافظتي إب والضالع الجنوبيتين بالتزامن مع غارات لطيران التحالف استهدفت مسلحي الجماعة الفارين من خطوط المواجهة. وتواصلت المواجهات في محافظة تعز ومحافظتي مأرب والجوف (شرق صنعاء) وأكدت مصادر المقاومة أنها صدت زحفاً للمسلحين الحوثيين نحو السلسلة الجبلية بين مديريتي الوازعية في محافظة تعز والمضاربة في محافظة لحج، كما وجهت نداء إلى قيادة الجيش الموالي للشرعية في عدن لتزويد المقاومين بالأسلحة الثقيلة والذخائر. وذكرت المقاومة أن 17 مسلحاً من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قتلوا وجرح آخرون، في قصف شنه طيران التحالف في محافظة تعز. فيما ترددت أنباء عن مقتل قياديين حوثيين أثناء هربهما في مركبتهما من مدينة ميدي الساحلية باتجاه حرض، وقتل معهما ستة آخرون. وقالت مصادر المقاومة إن طيران التحالف قصف ثلاث دوريات تابعة للحوثيين وقوات صالح في مديرية الوازعية غربي تعز، ما أسفر عن مقتل 12 وجرح آخرين. وذكرت مصادر محلية ل«الحياة»، أن المقاومة مسنودة بقوات التحالف تمكنت من صد هجمات شنها الحوثيون على مواقعها في ثعبات ومحيط منزل صالح. وإزاء الوضع الإنساني المتدهور جراء المعارك في تعز عبرت أمس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن عن «قلقها العميق» ودانت قصف الحوثيين للمدنيين ومنعهم دخول الإمدادات الطبية إلى المدينة. كما أصدرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بياناً أكدت فيه أن الحواجز التي يقيمها الحوثيون حول تعز تزيد من التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في المدينة وتحد من حركة المدنيين كما تقطع طرق الإمدادات الغذائية والأدوية بين صنعاءوعدن وسائر مناطق اليمن. وبعثت الحكومة اليمنية أمس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشأن «جرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في حق المدنيين في محافظة تعز». وتواصلت ردود الأفعال المنددة بالجريمة التي ارتكبوها بقصفهم الأحياء السكنية بصواريخ «كاتيوشا»، ودان «التكتل المجتمعي لحماية السلم» الجريمة، وطالب رئيس الجمهورية ومجلس الأمن القيام بدورهما لحماية المدنيين. كما دانها «مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني» (متين)، واعتبر ما تتعرض له تعز «حرب إبادة شاملة». في غضون ذلك، أغارت مقاتلات التحالف على مواقع للجماعة في صنعاء وضواحيها من بينها معسكر ألوية الصواريخ في فج عطان ومنزل المستشار العسكري للرئيس هادي اللواء علي محسن الأحمر في حي حدة، الذي يسيطر عليه مسلحو الجماعة منذ استيلائهم على العاصمة قبل أكثر من سنة، كما استهدفت مواقع في مديرية بني حشيش شرق العاصمة. وامتدت الضربات إلى محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين، وأفاد شهود بأن سلسلة غارات استهدفت معسكر كهلان في مدينة صعدة ومديريتي حيدان ومنبّه وحرض ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات الحوثيين وتدمير عتاد وعربات عسكرية. وفي محافظة البيضاء (جنوب شرق صنعاء) طاولت الغارات معسكر اللواء 126 في مديرية السوادية ومواقع الحوثيين في منطقة جبل «أحرم» قرب مدينة رداع. كما ضربت مواقع الجماعة وخطوطها الدفاعية في مديرية صرواح غرب مأرب. إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية في محافظة حجة، أن القيادي إبراهيم محمد علي الكحلاني، المكنى ب«أبي حمزة»، أحد أبرز قيادات الميليشيات الحوثية، لقِيَ مصرعَهُ في مركز المحافظة مع عدد من مرافقيه في غارة جوية نفذتها طائرات التحالف. وفي منطقة دهوان المحاذية للسعودية بين الملاحيط ورازح، قصفت المدفعية السعودية والطائرات مخزناً للسلاح والألغام، وكهوفاً تستخدم لتجمعات المسلحين للاعتداء على الأراضي السعودية. وتمكنت من تدمير المخازن والقضاء على العشرات منهم.