كشفت صحيفة «اكشام» التركية وثيقة تثبت ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان كان على علم بوجود تنظيم «ارغينيكون» الانقلابي منذ عام 2003، أي قبل أربع سنوات من التحقيق في القضية، وكشف التنظيم. والوثيقة هي رسالة بعث بها مدعي النيابة الذي يتولى التحقيق في القضية زكريا اوز، الى اردوغان عام 2008، يطلب فيها الاطلاع على تقارير الاستخبارات التي حذرت رئيس الوزراء في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 من وجود تنظيم عسكري سري، يسعى الى تنفيذ تفجيرات واغتيالات لإطاحة حكومة «حزب العدالة والتنمية». ويفيد أرشيف رئاسة الوزراء بأن تقرير الاستخبارات وصل قبل أسبوع فقط من التفجيرات التي نفذها تنظيم «القاعدة» في اسطنبول، واستهدفت القنصلية البريطانية ومعابد يهودية، وبعد 7 أشهر على المخطط المزعوم الذي وضعه قائد الجيش الأول والذي يفترض حصول تفجيرات واغتيالات تثير بلبلة، تفسح في المجال أمام الجيش التركي لإعلان حال طوارئ وتسلّم الحكم. وكان المدعي العام سأل العسكريين المتهمين في قضية مخطط «المطرقة» الانقلابي، عن احتمال وجود أي صلة بينهم وبين «القاعدة»، متسائلاً هل من المصادفة ان ينفّذ التنظيم تفجيرات كان الجيش تكهن بها ووضعها مسبقاً ضمن مخططه الانقلابي. وتشير التحقيقات الى أن الاستخبارات التركية كانت ربطت في حينه بين تفجيرات اسطنبول وتنظيم «ارغينيكون»، بدليل تصريحات اردوغان عقب التفجيرات والتي لم تُشِر الى «القاعدة»، بل ركزت على رفضه أي رسائل تهديد لحكومته تأتي من خلال الإرهاب والتفجيرات، مشدداً على أن الديموقراطية كفيلة بكشف مَن يقف وراء هذه الهجمات وتقديمه للعدالة. ورداً على تساؤلات عن سبب امتناع اردوغان عن كشف التنظيم، على رغم علمه بوجوده، تشير مصادر رئاسة الوزراء الى ان اردوغان أعطى تعليماته بتعقب «ارغينيكون» وملاحقته سراً، إلى ان يتسنى جمع أدلة دامغة عن زعيم التنظيم وكيفية إدارته. وأصدرت الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية، قوانين تكفل إمكان محاكمة التنظيم وفق شروط جديدة، من خلال قوانين تتيح التنصت على الهواتف الخليوية والأخذ بشهادة شهود سريين. حصل ذلك قبل بدء التحقيق في شكل مفاجئ في القضية، وفي طريقة جعلت الجميع في تركيا يعتقد بأن كشف التنظيم جاء مصادفة.