تراجعت حجوزات السياح الروس إلى اليونان خلال الموسم السياحي الحالي نتيجة الأزمة السياسية بين روسيا وأوكرانيا والتي استدعت تدخل الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية، ولكن ممثلي القطاع السياحي يعتبرون أن من المبكر الحديث عن تراجع أعداد السياح الروس هذه السنة. وأوردت صحيفة «كاثيميريني» أن عام 2013 شهد ارتفاعاً قياسياً في أعداد السياح الروس إلى اليونان، إذ بلغ عددهم 1.35 مليون شخص، بزيادة 54.7 في المئة مقارنة بعام 2012، بينما زادت عائدات الموسم 42.2 في المئة إلى 1.34 بليون يورو. وأعربت مصادر روسية عن أملها بزيادة حركة السياحة باتجاه اليونان خلال الموسم الحالي 15 في المئة، على رغم المخاوف التي نشأت أخيراً بسبب تدهور سعر الروبل الروسي في مقابل اليورو، ما يهدد في حال استمراره بجعل المقاصد السياحية الأوروبية غالية بالنسبة للسياح الروس. ولفتت مصادر يونانية إلى أن الحجوزات من روسيا بلغت 20 في المئة من إجمالي الحجوزات السنوية المعتادة، فيما يعتبر ممثلو القطاع السياحي أن انخفاض أعداد السياح الأوكرانيين يعتبر مسألة أكيدة. وزار اليونان عام 2013 حوالى 250 ألف سائح أوكراني، بارتفاع ملحوظ مقارنة بعام 2012. ومع انتهاء الاستفتاء في شبه جزيرة القرم بتأييد كبير للالتحاق بروسيا، يأمل مسؤولو القطاع السياحي اليوناني بألا تصعّد الدول الغربية من لهجتها ضد روسيا وألا تتبنى عقوبات قد تضر بالسياحة وحركة المواطنين الروس باتجاه بلدهم. وأكد المسؤول في نقابة أصحاب الفنادق سبيروس غينيس أن إصدار أمر بمنع المواطنين الروس من دخول الدول الغربية سيكون مسألة مبالغاً فيها، وستكون له أبعاد سلبية على البلاد الأوروبية السياحية مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، التي تستقبل الملايين من السياح الروس سنوياً. واعتبر أن هذه الدول لن تستطيع السكوت عن قرار من هذا النوع، كما يجري مع بريطانيا حيث ثروات عدد كبير من الأغنياء الروس. وعن المناطق التي يفضلها السياح الروس، قال غينيس إنهم يأتون إلى العاصمة أثينا ومدينة سالونيك في الشمال والجزر، ويفضلون الأماكن القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من السياح بشكل منظم مثل جزيرتي كريت ورودوس. ولفت إلى أن مؤسسة سياحية أنشئت أخيراً في مدينة سالونيك الشمالية لنقل السياح الروس، وهي تنقل سنوياً ما بين مليون و1.5 مليون سائح روسي. وتوفر هذه الأعداد الضخمة من السياح وظائف لعدد كبير من أبناء الجاليتين الروسية والأوكرانية المقيمين في اليونان. وأوضح أن السياح الروس الذين يأتون إلى اليونان ينتمون إلى الطبقتين الوسطى والغنية، فيما تعيق الرواتب والمعاشات التقاعدية الضعيفة قدرة الموظفين والمتقاعدين على السفر بهدف السياحة. وعلى رغم أن معظم رحلات السياح الروس إلى اليونان منظمة بطريقة تجعل كلفتها رخيصة، إلا أن معظمهم ينفق في اليونان مبالغ أكبر من تلك التي ينفقها السياح الغربيون، حيث يشترون من اليونان معاطف الفرو والذهب وغيرها وينفقون مبالغ على التسلية والطعام والحفلات، وفق غينيس. وأضاف أن السائح الروسي ينفق ما معدله ألف يورو خلال إقامته في اليونان، في مقابل 700 يورو ينفقها السائح الأوروبي. وقال إن عائدات السياحة تُوزّع في شكل «ديموقراطي»، ابتداءً من أبعد جزيرة يونانية حتى العاصمة أثينا وعلى كل المصالح والمهن، متوقعاً أن يصل عدد السياح في اليونان العام المقبل إلى 20 مليوناً، أي ضعفي عدد السكان، مع عائدات تبلغ 12 - 13 بليون يورو من الحجوزات فقط.