أكد وزير الصحة المهندس خالد الفالح أن العالم الإسلامي بما يجمع دوله من روابط قوية ومتعددة، وبما يملكه من إمكانات بشرية وثروات طبيعية، يمكنه أن يشكل واحداً من أهم التحالفات، من خلال بناء رؤية مشتركة، والانطلاق في عمل جماعي متناسق، يخدم الدول ويساعد على مواجهة تحديات التنمية ومتطلباتها». وقال في كلمة ألقاها في الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة المنعقد حالياً في إسطنبول: «نعيش اليوم في عالم يحتدم بالمنافسة والتحدي، وأن الدول وجدت أنها إذا أرادت أن تزيد من فرصها في النجاح في عصرنا هذا، فإنها مضطرة إلى بناء التحالفات الإقليمية والاقتصادية مع غيرها من الدول، تعقد فيها الاتفاقات، وتفتح الأسواق لبعضها البعض، بما يخدم مصالحها المشتركة ونموها وازدهارها». وأكد الفالح أهمية التعاون في مجال «البحوث الصحية بين دول العالم الإسلامي وبناء قاعدة صلبة في هذا المجال، تتضافر فيها جهود تلك الدول، لتكون تلك القاعدة البحثية صرحاً قوياً يضاهي الأفضل في العالم ويركز على التحديات الصحية التي تواجهها دولنا، كما أن العالم الإسلامي زاخر بالمواهب المبدعة الخلاقة، ونرى الأطباء والعلماء المسلمين يحتلون مراكز مرموقة في الجهات البحثية في العالم». وقال وزير الصحة: «إن تعاوننا في تشجيع العمل البحثي سيسهم في استقطاب المواهب لتؤدي دورها في خدمة قضايانا الصحية الملحة في دولنا والحد من هجرة العقول إلى الخارج، ونحن في وزارة الصحة السعودية لدينا خطط طموحة لذلك، وأطلقنا عدة مبادرات بحثية في الآونة الأخيرة أدعوكم إلى المشاركة فيها، ونحن نتطلع إلى التعاون مع جميع دول العالم الإسلامي في هذا الشأن، كما أدعو أيضاً إلى التنسيق في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية»، مشيراً إلى أن المملكة وإندونيسيا انضمتا إلى أجندة لجنة الأمن الصحي العالمي التي ترتكز على ثلاثة محاور تشمل الوقاية والكشف المبكر، والترصد والاستجابة السريعة، والمملكة ترى أن انضمام دول العالم الإسلامي الأخرى لهذه الأجندة يشكل فرصة جيدة لها لمواجهة تحديات انتشار الأمراض المعدية. ولفت إلى أن هناك فرصة يتيحها التحالف بين دول العالم الإسلامي من خلال الشراء الموحد، فكمية متطلبات الرعاية الصحية في الدول الإسلامية مجتمعة ضخمة جداً، وهذا سيتيح لها مواجهة احتكار شركات الأدوية وغلاء الأسعار المتزايد، وتحقق لها توفيراً كبيراً من خلال الحصول على المتطلبات الصحية بأسعار عادلة. واستعرض وزير الصحة، الخدمات والرعاية الصحية التي يحظى بها حجاج بيت الله الحرام، مؤكداً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تتشرف بخدمة الحجاج وتدرك حجم مسؤولياتها في هذا الشأن، وتجعل توفير أفضل الخدمات للحجيج في المجالات كافة على رأس أولوياتها، فجعلت تقديم الخدمات الصحية المتكاملة للحجيج بدءاً بالوقاية ثم الخدمات الإسعافية والرعاية الأولية، ووفرت حتى مستويات العلاج الثلاثية المتطورة في المشاعر المقدسة، مؤكداً أهمية التعاون لخدمة حجاج بيت الله الحرام حتى يظل موسم الحج في مستوى صحي جيد. وأضاف: «نتطلع إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية في شؤون صحة الحجاج، ووزارة الصحة أسست لهذا الشأن مركزاً لطب الحشود مجهزاً على أعلى مستوى، وأدعو كل دولة إسلامية لتسمية منسق لها للتواصل مع هذا المركز لتنسيق التعاون مع دولهم»، متمنياً من المؤتمر إدراج توصية ضمن توصياته حول إعداد خطة مشتركة بين الدول الأعضاء تتضمن إقامة نشاطات تدريبية وتثقيفية للحجاج في بلدانهم حول صحتهم خلال الحج، فالتوعية الصحية المسبقة للحجيج والوقاية من الأمراض تمثل حجر الزاوية في حماية صحتهم، كما أدعو إلى الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول في هذا المجال. واختتم كلمته بدعوة ضيوف الملتقى إلى عقد لقائهم التالي في السعودية، وقال «يشرفني أن أنقل لكم دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لعقد اللقاء السادس لمؤتمر وزراء الصحة بدول منظمة التعاون الإسلامي في المملكة، فالمملكة، قيادة وشعباً، حريصة على عقد هذا الاجتماع الخير على أرضها، وهي فرصة للإعراب عما نوليه من أهمية لهذا التعاون بين دول تجمعها عقيدة خالدة ورسالة سامية ومصير مشترك».