أكد وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح حرص المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على كل ما يخدم المسلمين أينما كانوا، وجعلت نصب أعينها إرساء دعائم التعاون بين دول عالمنا الإسلامي. ولفت النظر إلى أن هناك فرصة يتيحها التحالف بين دول العالم الإسلامي من خلال الشراء الموحد، فكمية متطلبات الرعاية الصحية في الدول الإسلامية مجتمعة ضخمة جدا، وهذا سيتيح لها مواجهة احتكار شركات الأدوية وغلاء الأسعار المتزايد، وتحقق لها توفيرا كبيرا من خلال الحصول على المتطلبات الصحية بأسعار عادلة. وأعرب عن أمله في إدراج توصية ضمن توصيات المؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة، حول إعداد خطة مشتركة بين الدول الأعضاء تتضمن إقامة نشاطات تدريبية وتثقيفية للحجاج في بلدانهم حول صحتهم خلال الحج، لافتا إلى أن التوعية الصحية المسبقة للحجيج والوقاية من الأمراض تمثل حجر الزاوية في حماية صحتهم، كما أدعو إلى الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول في هذا المجال. وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تتشرف بخدمة الحجاج وتدرك حجم مسؤولياتها في هذا الشأن، مضيفا: «نتطلع إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية في شؤون صحة الحجاج، وقد أسست وزارة الصحة لهذا الشأن مركزا لطب الحشود مجهزا على أعلى مستوى، وأدعو كل دولة إسلامية لتسمية منسق لها للتواصل مع هذا المركز لتنسيق التعاون مع دولهم». وقال في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر المنعقد حاليا في مدينة إسطنبول بتركيا: «إنه لا يخفى على الجميع أننا نعيش اليوم في عالم يحتدم بالمنافسة والتحدي، وأن الدول وجدت أنها إذا أرادت أن تزيد من فرصها في النجاح في عصرنا هذا، فإنها مضطرة إلى بناء التحالفات الإقليمية والاقتصادية مع غيرها من الدول، تعقد فيها الاتفاقيات، وتفتح الأسواق لبعضها البعض، بما يخدم مصالحها المشتركة ونموها وازدهارها». وأكد أهمية التعاون في مجال البحوث الصحية بين دول العالم الإسلامي وبناء قاعدة صلبة في هذا المجال، تتضافر فيها جهود تلك الدول، لتكون هذه القاعدة البحثية صرحا قويا يضاهي الأفضل في العالم ويركز على التحديات الصحية التي تواجهها دولنا، كما أن العالم الإسلامي زاخر بحمد الله بالمواهب المبدعة الخلاقة، ونرى الأطباء والعلماء المسلمين يحتلون مراكز مرموقة في الجهات البحثية في العالم. وأضاف: لا شك أن تعاوننا وتكاتفنا في تشجيع العمل البحثي سيسهم في استقطاب المواهب لتؤدي دورها في خدمة قضايانا الصحية الملحة في دولنا والحد من هجرة العقول إلى الخارج، ونحن في وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية لدينا خطط طموحة لذلك وقد أطلقنا عدة مبادرات بحثية في الآونة الأخيرة أدعوكم للمشاركة فيها، ونحن نتطلع إلى التعاون مع جميع دول العالم الإسلامي في هذا الشأن، كما أدعو أيضا إلى التنسيق في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية.