سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الصحة: العالم الإسلامي تجمعه روابط قوية وإمكانات بشرية وثروات طبيعية.. يمكنه أن يشكل أهم التحالفات متطلبات الرعاية الصحية ضخمة جداً.. والمسؤولية كبيرة علينا أمام أوطاننا وشعوبنا
أكد وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح حرص المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على كل ما يخدم المسلمين أينما كانوا، وجعلت نصب أعينها إرساء دعائم التعاون بين دول عالمنا الإسلامي. وقال في كلمته التي ألقاها في الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة المنعقد حالياً في مدينة إسطنبولبتركيا خلال الفترة من 5-7/2/1437ه: إنه لا يخفى على الجميع أننا نعيش اليوم في عالم يحتدم بالمنافسة والتحدي، وأن الدول وجدت أنها إذا أرادت أن تزيد من فرصها في النجاح في عصرنا هذا، فإنها مضطرة إلى بناء التحالفات الإقليمية والاقتصادية مع غيرها من الدول، تعقد فيها الاتفاقيات، وتفتح الأسواق لبعضها البعض، بما يخدم مصالحها المشتركة ونموها وازدهارها. وأضاف: أن عالمنا الإسلامي، بما يجمع دوله من روابط قوية ومتعددة، وبما يمتلكه من إمكانات بشرية وثروات طبيعية يمكنه أن يشكل واحداً من أهم هذه التحالفات من خلال بناء رؤية مشتركة، والانطلاق في عمل جماعي متناسق، يخدم دولنا ويساعدنا على مواجهة تحديات التنمية ومتطلباتها، والمسؤولية كبيرة علينا أمام أوطاننا وشعوبنا، وأن نبني من تكاتفنا قوة نخدم بها نهضتنا ومستقبل أجيالنا. وأعرب معاليه عن خالص الشكر وجزيل الامتنان لفخامة رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، على كريم الرعاية للدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة، وإلى الحكومة التركية على استضافة الدورة وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مشيداً بجهود معالي وزير الصحة التركي الدكتور محمد مؤذن اوغلو وما يقوم به من تعاون مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد معالي وزير الصحة أهمية التعاون في مجال البحوث الصحية بين دول العالم الإسلامي وبناء قاعدة صلبة في هذا المجال، تتضافر فيها جهود تلك الدول، لتكون هذه القاعدة البحثية صرحاً قوياً يضاهي الأفضل في العالم ويركز على التحديات الصحية التي تواجهها دولنا، كما أن العالم الإسلامي زاخر بحمد الله بالمواهب المبدعة الخلاقة، ونرى الأطباء والعلماء المسلمين يحتلون مراكز مرموقة في الجهات البحثية في العالم. وقال معاليه: لا شك أن تعاوننا وتكاتفنا في تشجيع العمل البحثي سيسهم في استقطاب المواهب لتؤدي دورها في خدمة قضايانا الصحية الملحة في دولنا والحد من هجرة العقول إلى الخارج، ونحن في وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية لدينا خطط طموحة لذلك وقد أطلقنا عدة مبادرات بحثية في الآونة الأخيرة أدعوكم للمشاركة فيها، ونحن نتطلع إلى التعاون مع جميع دول العالم الإسلامي في هذا الشأن، كما أدعو أيضاً إلى التنسيق في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية. ولفت النظر إلى أن هناك فرصة يتيحها التحالف بين دول العالم الإسلامي من خلال الشراء الموحد، فكمية متطلبات الرعاية الصحية في الدول الإسلامية مجتمعة ضخمة جداً، وهذا سيتيح لها مواجهة احتكار شركات الأدوية وغلاء الأسعار المتزايد، وتحقق لها توفيراً كبيراً من خلال الحصول على المتطلبات الصحية بأسعار عادلة. واستعرض معالي وزير الصحة، الخدمات والرعاية الصحية التي يحظى بها حجاج بيت الله الحرام، مؤكداً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تتشرف بخدمة الحجاج وتدرك حجم مسؤولياتها في هذا الشأن، وتجعل توفير أفضل الخدمات للحجيج في كافة المجالات على رأس أولوياتها، فجعلت تقديم الخدمات الصحية المتكاملة للحجيج بدءاً بالوقاية ثم الخدمات الإسعافية والرعاية الأولية، ووفرت حتى مستويات العلاج الثلاثية المتطورة في المشاعر المقدسة، مؤكداً أهمية التعاون لخدمة حجاج بيت الله الحرام حتى يظل موسم الحج في مستوى صحي جيد. وأردف قائلاً: "نتطلع إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية في شؤون صحة الحجاج، وقد أسست وزارة الصحة لهذا الشأن مركزاً لطب الحشود مجهزاً على أعلى مستوى، وأدعو كل دولة إسلامية لتسمية منسق لها للتواصل مع هذا المركز لتنسيق التعاون مع دولهم"، متمنياً من المؤتمر إدراج توصية ضمن توصياته حول إعداد خطة مشتركة بين الدول الأعضاء تتضمن إقامة نشاطات تدريبية وتثقيفية للحجاج في بلدانهم حول صحتهم خلال الحج، فالتوعية الصحية المسبقة للحجيج والوقاية من الأمراض تمثل حجر الزاوية في حماية صحتهم، كما أدعو إلى الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول في هذا المجال. واختتم قائلاً: "أيها الإخوة والأخوات، فإنه يشرفني أن أنقل لكم دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لعقد اللقاء السادس لمؤتمر وزراء الصحة بدول منظمة التعاون الإسلامي في المملكة العربية السعودية، حيث إن المملكة قيادة وشعباً حريصة على عقد هذا الاجتماع الخير على أرضها، وهي فرصة للإعراب عما نوليه من أهمية لهذا التعاون بين دول تجمعها عقيدة خالدة ورسالة سامية ومصير مشترك.