اتهمت قوة قتالية من المتطوعين الإيزيديين الحزب «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني بالوقوف ضد إرادة الطائفة، في ظل «صراع حزبي»، يحول دون إطلاق عملية تحرير قضاء سنجار، فيما شن تنظيم «داعش» هجمات انتحارية في خطوة استباقية لإرباك هجوم كردي مرتقب. وتواجه جهود عملية استعادة سنجار، غرب نينوى، عقبات بسبب الانقسامات بين فصائل كردية وإيزيدية موالية لحزب «العمال الكردستاني»، وقوات «البيشمركة» التابعة للحزب «الديموقراطي»، وسط تبادل للاتهامات بفرض السيطرة والنفوذ. وأعلنت «قوات حماية شنكال»، بقيادة حيدر ششو في بيان أمس، أن «أهم أسباب عدم الاتفاق على إطلاق عملية تحرير شنكال (سنجار) ناجمة عن الصراع الحزبي المحموم على مستقبلها، وعليه ندعو كل الأطراف إلى تأجيل الخلافات وإعطاء الأولوية لتحرير المدينة، احتراماً لإرادة الإيزيديين باعتبارهم الخاسر الأكبر من إرهاب داعش»، واتهم البيان حزب بارزاني «بحظر رفع علم إيزيدخان بحجج واهية، بالضد من إرادة الإيزيديين وتطلعاتهم، كون العلم يشكل رمزاً لأصالتهم ولا يمثل قوة عسكرية أو حزباً أو طرفاً»، وتساءل: «لماذا يتم رفع أعلام كل الفصائل من دون راية إيزيدخان»؟ وأكد البيان أن القوة «ليست تحت الطلب، ولن ينكس علم إيزيدخان فهو خط أحمر»، داعياً «المجلس الروحاني الإيزيدي إلى أن يكون على قدر المسؤولية، لا أن يكررّ أخطاءه السابقة، التي كانت وما زالت تشكّل أحد أبرز الأسباب في ضياع الإيزيديين». ميدانياً، قال القيادي في القوة داود جندي ل»الحياة» إن «البيشمركة قتلت أربعة انتحاريين من داعش كانوا يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا اقتحام الخطوط الأمامية في قاطع حردان بسنجار»، مشيراً إلى أن «طائرات التحالف قصفت أهداف التنظيم في مركز القضاء»، وحذر من أن «الخلافات الكردية – الكردية تنعكس سلباً على سنجار، في ظل غياب التنسيق الميداني بين الفصائل القتالية، وهناك حملة إعلامية لتبني الجهود القتالية والبطولية، حتى أن الحزب الديموقراطي رفض السماح لوسائل الإعلام بالوصول إلى بعض المناطق للتغطية الإخبارية». وذكر مصدر عسكري كردي أن «داعش شن هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة في ناحية ربيعة (النقطة الحدودية مع سورية)، وأوقع إصابات في صفوف البيشمركة»، ولفت إلى أن «طائرات التحالف قصفت ثلاثة معامل لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات وسط الموصل». وتأتي هذه الهجمات، على رغم تأكيدات كردية تراجع قدرات التنظيم، وإعلان استسلام العشرات من عناصره والموالين له في محور كوير ومخمور، جنوب غربي أربيل التي تشهد منذ أيام زيارات لقادة عسكريين ومسؤولين غربيين، ووصل أمس وزيرا الخارجية والدفاع السويديين، بعد أيام من زيارات مماثلة لوزيرة الدفاع الألمانية، وقائد قوات التحالف الدولي، في إطار التحضيرات الجارية لإطلاق عملية استعادة الموصل، فيما تشهد قوات البيشمركة حالة استنفار قصوى في انتظار إعلان ساعة الصفر.