شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن «المنطقة العربية تشهد تطورات غير مسبوقة وتتعرض بموجبها مؤسسات دول المنطقة لتهديدات حقيقية، كما تواجه بعض دول المنطقة محاولات تفكيك وانقسام وتهديد أسس وعوامل العيش بين مكونات شعوبها». وقال في كلمة رئاسة القمة العربية التي ألقاها أمس: «لقد حاولت بعض الجماعات فرض فكرها وتوجهاتها لتغير هوية بعض الدول العربية ومن بينها مصر، مما كان سيدفع بتلك الدول نحو هاوية الفوضى والانقسام»، مضيفاً أن «توافر الإرادة السياسية والأرضية المشتركة من المبادئ تجاه القضايا والقيم والمبادئ الإنسانية والحضارية والاقتصادية ستمهد الطريق إلى الانطلاق نحو آفاق عديدة للتعاون بين الدول العربية والدول اللاتينية». وأشار إلى أن «التغير الملموس في حجم التبادل التجاري بين دول المجموعتين من ستة بلايين دولار في 2004، إلى أكثر من 33 بليون دولار، يعد انعكاساً حقيقياً لحجم التعاون بين الجانبين»، مطالباً بتعزيز العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أعلى لتحقيق الرفاهية للدول العربية. وأوضح الرئيس المصري أن بلاده تشهد انطلاقة حقيقية باجتذاب استثمارات خارجية، داعياً إلى استغلال هذه الفرص بالدخول إلى السوق المصري للاستثمار فيه. وقدّر وقوف دول أميركا الجنوبية مع قضايا الدول العربية، وخصوصاً القضية الفلسطينية، معرباً عن ثقته بمواصلة هذا الدعم الذي يتوافق مع الحق والانتصار للمبادئ الإنسانية والأخلاقية. وأكد أن «القضية الفلسطينية ما تزال تمثل الصراع في الشرق الأوسط والعامل الرئيس لغياب الاستقرار في المنطقة»، موضحاً أن «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعلان استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، سيسهم في تحقيق الاستقرار المأمول في الشرق الأوسط». ولفت إلى أن «الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب لن تؤتي ثمارها إذا ما اقتصر التعاون على المعالجة الأمنية والعسكرية، من دون مراعاة العوامل الأخرى التي تسهم في تأجيج ظاهرة الإرهاب». وأعرب في ختام كلمته، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على حسن تنظيم القمة، متمنياً للجميع التوفيق.