يتّجه حزب «الرابطة القومية من أجل الديموقراطية» التابع لزعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي الى تحقيق فوز ساحق في انتخابات نيابية تاريخية نظمتها ميانمار الأحد، فيما أقرّ «حزب اتحاد التضامن والتنمية» بخسارته. وأشارت لجنة الانتخابات إلى فوز «الرابطة» ب 35 من 36 مقعداً أعلنت نتائجها امس، بعضها في يانغون، أضخم مدينة في البلاد، علماً أن إعلان النتائج النهائية يحتاج الى أيام. ورجّح ناطق باسم حزب «الرابطة» فوزه ب «اكثر من 70 في المئة من المقاعد في كل انحاء البلاد»، بما في ذلك فوزه بأكثر من 90 في المئة من المقاعد في منطقة وسط ميانمار المكتظة بالسكان، علماً ان نسبة الإقبال على التصويت بلغت نحو 80 في المئة من اكثر من 30 مليون ناخب. وتتيح هذه النسبة غالبية مطلقة للحزب في البرلمان، على رغم أن الجيش يحظى دستورياً بربع عدد النواب ال 664. والتزم حزب سو تشي الحذر، اذ قال القيادي هان ثا مينت: «نقود السباق، لكن لا نستطيع أن نقول بيقين إننا سنحصل على ثلثَي مقاعد البرلمان، ما سيمكّننا من تشكيل حكومة مستقلة، من دون تشكيل ائتلاف». في المقابل، اعترف هتاي أوو، القائم بأعمال رئيس «حزب اتحاد التضامن والتنمية» الحاكم بهزيمة حزبه، وبسقوطه شخصياً في دائرته الانتخابية في هينثادا في منطقة الدلتا التي تُعتبر معقلاً للحزب الحاكم. وأضاف: «لم أتوقع ذلك، لأننا تمكننا من فعل الكثير من أجل الناس في المنطقة. على كل حال، هذا قرار الناس». وتابع: «خسرنا. يجب أن نكتشف لماذا خسرنا. لكننا نقبل النتائج من دون تحفظ». الحزب الحاكم الذي أسسه جنرالات سابقون بعدما حلّ المجلس العسكري السابق نفسه عام 2011، أقرّ ايضاً بتقدّم مرشح المعارضة على رئيس مجلس النواب شوي مان في منطقة فيو وسط البلاد. وكانت سو تشي خاطبت حشداً تجمّع امام مقر حزبها في يانغون، قائلة: «لدى الشعب فكرة منذ الآن عن النتائج، ولو لم أقل شيئاً». المتجمعون الذي ارتدوا قمصاناً حمراء كُتب عليها «يجب ان نربح» و»التصويت من اجل التغيير»، هتفوا عند ظهور النتائج على شاشة عملاقة نُصبت امام مقر «الرابطة». وقال توزار (42 سنة): «ننتظر هذه النتائج منذ سنوات». اما يي يي فقالت: «ليس لدي أدنى شك في النتيجة. كل شيء سيتغيّر الآن. يعلم الجميع مَن فاز. انها الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية، وكل شيء مرهون بالحكومة الآن». وعلى رغم مخاوف من تزوير محتمل، وأخطاء على اللوائح، أعلن مراقبون دوليون ان التصويت تم «من دون حوادث تذكر». واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان الانتخابات «تشكّل خطوة مهمة الى أمام»، مستدركاً انها «ليست مثالية». لكن سيطرة حزب سو تشي على البرلمان لن تتيح له انتخابها رئيسة لميانمار، اذ ان الدستور يمنع أي فرد متزوج من أجنبي، أو لديه أبناء أجانب، من تولي منصب رسمي. وزعيمة المعارضة كانت مقترنة من بريطاني، وابناها يحملان جنسيته.