تعهد الجيش في ميانمار «التعاون» مع زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي التي هنّأها الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد فوزها الساحق في الانتخابات النيابية. وقال قائد الجيش الجنرال مين أونغ هلينغ أن «الجيش سيفعل ما في وسعه بالتعاون مع الحكومة الجديدة». وأضاف في خطاب أمام القادة العسكريين في البلاد، أنه «يمكن كسب ثقة الجمهور»، داعياً العسكريين إلى «الطاعة والانضباط». وكان الرئيس ثين سين، وهو جنرال سابق في المجلس العسكري الذي حلّ نفسه عام 2011 بعدما حكم ميانمار منذ عام 1962، هنّأ سو تشي على «فوزها برضا الشعب». أتى ذلك بعد يوم على توجيه زعيمة المعارضة رسالة إلكترونية إلى ثين سين ومين أونغ هلينغ ورئيس مجلس النواب شوي مان، ورد فيها: «المواطنون عبّروا عن إرادتهم أثناء الانتخابات. أود دعوتكم إلى حوار مصالحة الأسبوع المقبل، في الوقت الذي يناسبكم. إعادة السكينة إلى نفوس الناس، مهمة من أجل كرامة البلاد». وكان حزب سو تشي حقق فوزاً ضحماً في انتخابات 1990، لكن الجيش تجاهل النتائج. إلا أن «حزب الاتحاد والتضامن والتنمية» الحاكم تعهد احترام النتائج، علماً أن الدستور الذي صاغه العسكريون يمنح الجيش ربع المقاعد في البرلمان، كما يمنع سو تشي من تولي الرئاسة، إذ إن زوجها الراحل كان بريطانياً، كما أن ابنيها يحملان جنسيته. وأفادت نتائج رسمية جزئية بأن حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية» بزعامة سو تشي يتجه إلى الفوز ب85 في المئة من المقاعد، وتجاوز 329 مقعداً اللازمة لنيل الغالبية في مجلسَي البرلمان. ويُرجّح أن تختار سو تشي شخصاً لتولي الرئاسة بالوكالة عنها، علماً أن اسم رئيس مجلس النواب شوي مان، وهو جنرال سابق، طُرح مرشح تسوية للمنصب، ودُعي إلى محادثات مع زعيمة المعارضة، على رغم أنه خسر مقعده في البرلمان. وتلقّت سو تشي اتصالاً هاتفياً من أوباما، مهنئاً بفوزها في الانتخابات. وأعلن البيت الأبيض أن الجانبين أكدا أهمية أن يحترم جميع الأطراف «النتائج الرسمية عند إعلانها»، وأن «يعملوا في جوّ وحدة يعكس رغبة الشعب». وكان وزير الإعلام في ميانمار يي هتوت أعلن أن أوباما «اتصل بالرئيس ثين سين لتهنئته وتهنئة الحكومة على نجاح تنظيم انتخابات تاريخية حرة ونزيهة»، مرحباً ب «إصلاحات شجاعة» أجرتها الحكومة. وزار أوباما ميانمار مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية، وحضها على معالجة عدم التسامح الديني وتشجيع ديموقراطية كاملة.