أعلن حزب زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي أمس أنه حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في ميانمار، في معلومات أكدتها نتائج رسمية أولية مما يمهد الطريق لتغيير تاريخي. وفاز حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية ب35 من أصل المقاعد ال 36 التي أعلنت اللجنة الانتخابية نتائجها أمس. وتعدد اللجنة النتائج التي شملت أرقاماً تتعلق بمجلسي البرلمان الوطني ومجالس المناطق في عملية يمكن أن تستغرق ساعات. أما النتائج النهائية فتحتاج إلى أيام. وتجمع حشد من مؤيدي سو تشي الذين ارتدوا القمصان الحمراء التي كتب عليها «يجب أن نربح» و«التصويت من أجل التغيير»، وهم يهتفون عند ظهور النتائج على شاشة عملاقة وضعت أمام مقر الرابطة الوطنية للديمقراطية في رانغون. وقال توزار (42 عاماً) الذي يملك محلاً لبيع الهواتف النقالة واشترى قميصاً يحمل صور سو تشي «ننتظر هذه النتائج منذ سنوات». وكانت أونغ سان سو تشي صرحت مخاطبة حشداً تجمع أمام مقر حزبها في رانغون «أعتقد أن الشعب لديه فكرة من الآن عن النتائج حتى إذا لم أقل شيئاً». ورهان هذه الانتخابات تاريخي ووصول أونغ سان سو تشي سيمهد لمرحلة جديدة في البلاد بعد عقود بقي فيها المجلس العسكري مسيطراً على الحكم. وعلى الرغم من حل نفسه في 2011، ما زال جنرالات يحكمون البلاد. وكانت سو تشي لزمت الحذر وتركت لمساعديها أمر تسريب بعض التقديرات الأولية. وقال الناطق باسم الرابطة الوطنية للديمقراطية وين هتين «إننا بصدد الفوز بأكثر من 70% من المقاعد في جميع أنحاء البلاد»، لكن لا يمكن التحقق من صحة هذه الأرقام حالياً. وتؤمن هذه النسبة غالبية مطلقة للحزب في البرلمان على الرغم من وجود نواب عسكريين يشكّلون الربع ولا يؤيدون إطلاقاً حزب سو تشي. واونغ سان سو تشي البالغة من العمر سبعين عاماً وابنة بطل الاستقلال التي ضحت بحياتها الخاصة وأمضت 15 عاماً في الإقامة الجبرية، تجسد الآمال الديموقراطية لبلدها منذ ثلاثين عاماً. واعترف الحزب الحاكم حزب اتحاد التضامن والتنمية الذي أسسه جنرالات سابقون من أجل المرحلة الانتقالية بأولى نكساته. فقد تقدم مرشح الرابطة الوطنية الديموقراطية على رئيس مجلس النواب شوي مان في منطقة فيو وسط البلاد حيث أطيح برئيس الحزب هتاي أو وعدد من المسؤولين الآخرين. ويقدم الجنرالات السابقون أنفسهم كإصلاحيين، ووعدوا باحترام نتيجة الاقتراع، لكن مؤشرات عدة صدرت كاشفة عن توتر ولا سيما قبل الانتخابات إثر توقيف قيادات طلابية وحرمان مئات آلاف المسلمين من التصويت وعمليات تصويت مبكرة غامضة وإلغاء الاقتراع في مناطق تشهد نزاعات إثنينية مسلحة. وبشكل عام جرت انتخابات الأحد بشكل جيد، كما أفادت التقديرات الأولية لبعثة المراقبين الأوروبيين التي سمح لها للمرة الأولى بمتابعة انتخابات في ميانمار. والأرقام الرسمية الوحيدة المتوفرة حتى صباح أمس هي تلك المتعلقة بنسبة الإقبال على التصويت التي بلغت نحو 80 % من أكثر من 30 مليون ناخب.