يانغون – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي أمس، فوز حزبها في انتخابات تكميلية تاريخية نُظمت الأحد، معتبرة أن ذلك سيشكّل بداية «عهد جديد» في البلاد، بعد خمسة عقود من حكم الجيش. وشمل الاقتراع 45 مقعداً، بينها 37 في مجلس النواب و6 في مجلس الشيوخ ومقعدان في مجلسين محليين. وقدم حزب «الرابطة الوطنية للديموقراطية» الذي ترأسه سو تشي، مرشحين عن 44 من هذه الدوائر. وقبل إعلان اللجنة الانتخابية النتائج الرسمية، أكدت الرابطة فوز سو تشي في دائرتها الريفية كاوهمو التي تبعد ساعتين عن يانغون. لكن مسؤولين في الحزب أدلوا بتصريحات متضاربة، في شأن المقاعد الأخرى، إذ أعلنوا أولاً فوز مرشحي الرابطة في الدوائر ال44، لكنهم تراجعوا لاحقاً وتحدثوا عن انتصارهم في 43 مقعداً، في انتظار نتيجة المعقد المتبقي. ولفت أن الحزب فاز بالمقاعد الأربعة في العاصمة نايبيتاو، وهي مدينة جديدة شيّدها المجلس العسكري السابق، ومعظم سكانها من الموظفين الحكوميين والعسكريين، ما يشكّل هزيمة محرجة للحكومة. كما أكدت اللجنة الانتخابية فوز حزب سو تشي بالمقاعد الستة في يانغون. لكن دخول سو تشي البرلمان، مع كتلة نيابية مهمة، لن يؤثر في «حزب التضامن وتنمية الوحدة» الذي شكله المجلس العسكري الحاكم سابقاً، اذ يسيطر على حوالى 80 في المئة من مقاعد البرلمان بمجليسه، في انتخابات 2010، كما ينص الدستور على وجوب أن يكون ربع النواب من العسكريين المعيّنين. على رغم ذلك، ستسعى زعيمة المعارضة الى الإعداد للانتخابات النيابية المقررة عام 2015. وهذه أول انتخابات يشارك فيها حزب سو تشي، منذ فوزه في انتخابات عام 1990، لكن المجلس العسكري رفض الاعتراف بذلك. ونقل سكرتير «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) سورين بيتسوان عن وزير خارجية ميانمار وونا مونغ لوين تأكيده أن الانتخابات نُظمت «من دون عراقيل ومع نسبة مشاركة قوية»، معرباً عن أمله بأن يساهم الاقتراع في «اندماج أكثر فاعلية لميانمار في المجتمع الدولي». وأعلن المراقبون الكمبوديون الذين يمثلون «آسيان»، أن الانتخابات كانت «حرة ونزيهة». وأعربت سو تشي عن «أملها بأن يشكّل (نصر حزبها) بداية عهد جديد، يتعزز فيه دور الشعب في السياسة اليومية». وخاطبت أنصارها في مقرّ حزبها، قائلة: «هذا ليس نصرنا، بقدر ما هو نصر الذين قرروا المشاركة في العملية السياسية في البلاد. ما يهم ليس عدد المقاعد التي فزنا بها، على رغم أننا مرتاحون جداً للفوز، لكن واقع ان الناس ابدوا حماسة في مشاركتهم في عملية ديموقراطية». وأضافت: «نأمل بأن تكون كلّ الأحزاب التي شاركت في هذه الانتخابات، قادرة على التعاون معنا من أجل إيجاد مناخ ديموقراطي حقيقي في بلادنا». وحرصت سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، على تأكيد أن «انتصار الشعب يجب أن يكون لائقاً»، وحضّت أنصارها على الامتناع عن القيام ب «أي تصريحات أو أفعال أو نشاطات قد تسيء الى منظمات وأفراد آخرين». وقال ناي زين لات، وهو مستشار لدى الرئيس ثين سين، أنه «لم يُفاجأ بفوز الرابطة بغالبية المقاعد»، كما لم يستبعد تولي سو تشي منصباً وزارياً، قائلاً: «كل شيء ممكن. يمكن إعطاؤها أي منصب ومسؤولية، بسبب كفاءتها».