تتوقع الأممالمتحدة نزوح أعداد هائلة من المدنيين، عندما تبدأ القوات العراقية هجوماً لاستعادة مدينة الموصل من متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). ولم يتضح متى ستكون القوات العراقية مستعدة لمهاجمة المدينة الشمالية. وتم تأجيل الهجوم المضاد الذي طال انتظاره أكثر من مرة بسبب عدم استعداد القوات العراقية للمعركة وأنشغالها بتحرير مناطق أخرى. وقال مندوب «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين«» برونو غيدو: «المفوضية تستعد لمساعدة الأشخاص الذين يهربون من الموصل، وحُدد مواقع محتملة لإنشاء مخيمات جديدة، لكن لن يكون هناك مكان يكفي الجميع». ولا يزال جزء كبير من سكان المدينة الذين يتجاوز عددهم مليون شخص في المدينة، بعدما سيطر عليها تنظيم «داعش» في حزيران (يونيو) 2014، وحظر عليهم المتشددون الآن الرحيل. وأضاف: «هذه المرة يدرك المجتمع الإنساني جيداً أنه لن يكون هناك أي مبرر إذا أخذنا على حين غرة وكنا غير مستعدين مرة أخرى، سينطوي ذلك على عملية نزوح كبيرة للمدنيين». وسيفاقم ذلك الأزمة الإنسانية العميقة بالفعل في العراق، حيث بلغ عدد النازحين داخلياً 3.2 مليون شخص أي حوالى 10 في المئة من السكان. وتشجع حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق المدنيين على العودة إلى لمناطق التي تمت استعادتها من «داعش»، لكن غيدو قال: «التعجل في ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية». وتابع: «إذا حدث دمار شامل وكان هناك إنعدام كامل للأمن أو عدم قبول لعودة النازحين داخلياً من الذين بقوا، فإن العودة التي يجب أن تكون نتيجة طبيعية للمصالحة، قد تخلق في نهاية المطاف مزيداً من التوتر ومن ثم سيكون ذلك منافياً للغرض منها». واوضح: «الأولوية الفورية هي الاستعداد للشتاء، لكن في ظل الضغوط التي تعاني منها عمليات الإغاثة الإنسانية بسبب نقص التمويل، فإن الموارد محدودة».