حين ارتدى شاب أجنبي الزي «الخليجي» في احتفالية «الهالووين» الغربية، لم يكن همه إتقان ارتداء «الشماغ» بقدر إتقان وضع الحزام الناسف ومراعاة الدقة في لف الحزام وتفاصيله بألوانه المتعارف عليها، في إشارة إلى ارتباط هذا الزي بالإرهاب، ما يقود إلى نظرة الغرب لهذه المنطقة بشعبها متمثلاً بزيها الرسمي، وأشعلت «صورة الشاب الأجنبي» مواقع التواصل الاجتماعي. وأثارت حالاً من السخط، باعتبارها «سخرية»، إضافة إلى تعميم الإرهاب على مواطني الدول العربية، ما يشير إلى نظرة الغرب ليس إلى المنطقة، وإنما إلى المسلمين. وما بين الفكاهة والغضب، امتزجت ردود الأفعال، إلا أن الفكاهة امتزجت بالحزن على ما آلت إليه الأمور من محاولات متكررة لتعميم النظرة، ونقلها تباعاً، فبعد البرقع والعباءة للنساء في «الهالووين»، وهو الذي عرض للبيع في موقع التسوق الإلكتروني «أمازون»، أتت هذه الصورة. وأشار البعض إلى «مساواة الرجال بالنساء حتى في الإرهاب». ويعتبر «الهالووين»، من أكبر الاحتفالات التي يهتم بها الغربيون، وشعوب أخرى، ويقوم العامة فيها بتزيين البيوت والشوارع باليقطين المزخرف والمضاء والألعاب المرعبة والساخرة. ويتم الاحتفال ب«الهالووين» في 31 تشرين الأول (أكتوبر). بدورها، قالت اختصاصية علم الاجتماع الدكتورة فاطمة العقاربة ل«الحياة»: «هو لباس تنكري من أجل حفلة «الهالووين» مع انطباع عن الوضع الأمني بمفهوم «الإسلاموفوبيا»، وأضافت: «الصورة تأخذ انطباعاً سياسياً دينياً، وتمثل انتهاكاً لخصوصية الزي الشعبي أو التقليدي في منطقة الخليج، فهذا زي رسمي يُلبس في المناسبات الرسمية والاجتماعية، والأعياد، والمساجد، ولبس الزي كما ظهر في الصورة يعتبر إهانة، ولا تفسير له غير ذلك، مع أنه أخذ منحى سياسي ديني». وأوضحت العقاربة أنه «سلوك ينبع من الكراهية، وإنتاج فتنة لتوسيع الدائرة ضد الإسلام، وابتعدوا عن مفهومه الحقيقي. ولو رجعنا إلى العصر الإسلامي الأول لرأينا أن الثوب والشماغ والعقال لُبست منذ ذلك الوقت، لهذا لم يسلم من الإهانة والاستخفاف لما له من أبعاد سياسية واجتماعية ودينية»، مؤكدة أنه «من الطبيعي أن تواجه الصورة سخطاً كبيراً، باعتبار الزي هو المعتمد والمتعارف عليه في الدول الخليجية، ويرتديه كبار الشخصيات في زياراتهم الرسمية الدولية». واعتبرت اختصاصية علم النفس الاجتماعي الدكتورة ميسون مكاوي، أنها «رسالة موجهة تهدف لتشويه صورة العرب والمسلمين، مفادها أن الإرهاب صفة لاصقة في العرب، وهم موجودون معكم وبينكم، وهذا يعزز من نظرة الغرب إلى الإسلام والمسلمين والقلق من وجودهم أي ما يسمى ب«الإسلاموفوبيا»، وتخطت الغرب لتصل إلى بعض العرب»، والرسالة في الصورة تقول: «الخطر على الغرب يأتي من المسلمين حتى وأنتم تحتفلون بأعيادكم، لأن المسلمين لا يعرفون الرحمة».