يعيش آلاف المبتعثين السعوديين مع مرافقيهم ببلد الابتعاث؛ لغرض إكمال الدراسة، ويخالط أبناء المبتعثين أقرانهم بالمدارس العامة، ويتحدث الكثير من الآباء المبتعثين عن همومهم من تأثر أبنائهم بأعياد تلك الدول؛ كأعياد الميلاد، والهلوين، وعيد الفصح. ويحتفل مواطنو أستراليا هذه الأيام بعيد الهلوين، الذي يعني ليلة مقدسة عند معتنقي الديانة المسيحية؛ حيث يتنكر المحتفلون بعيد الهالوين بأزياء الساحرات ، والأشباح، ويعتبر الرمز الأكثر شيوعاً لعيد الهالوين هو القرع الجلاطي المسمى بالإنجليزية: Pumpkins .
وقال بندر القحطاني المبتعث إلى سدني منذ عام 2009: "مازلت أتبادل النقاش مع زوجتي بشكل مستمر عن كيفية التعامل مع ابننا، وعيد الهالوين والكريسمس وغيرها من الأعياد, بالإضافة لجهودنا الحثيثة في إجادة ابننا لتكلم اللغة العربية".
وأضاف القحطاني أنهم يعيشون هذه الأيام فترة عيد الهلوين؛ حيث الأطفال بالمدرسة يتنافسون على نوعية الزي الذي سيرتدونه خلال احتفالهم بالهالوين من زي تنكر، ويتفقون على الاجتماع ليطرقوا أبواب المنازل لطلب الحلوى.
وأكد القحطاني أن ابنه منبهر بطريقة الاحتفال ويرغب في الانتماء مع أصدقائه، وتساءل: "هل نسمح لابننا بالمشاركة أو نمنعه؟، وماذا نفعل إذا تواجد زملاؤه الأطفال أمام باب بيتنا! هل أعطيهم الحلوى؟".
وقال: "وجدنا أن المنع يترك فراغاً وتساؤلات لدى ابني؛ لذا حرصنا على غرس مفاهيم الإسلام والعقيدة الصحيحة؛ من خلال النزول لمستوى تفكيره وإتاحة الحرية بطرح التساؤلات بطريقة يفهمها وموافقة لتعاليم ديننا، والاجتهاد في رسم صورة حسنة عن الإسلام، ولماذا لا يشارك المسلمون عيد الهالوين".
واختتم بقوله: "اتفقت وزوجتي على أن نتشارك في شراء الحلويات التي يحبها ابننا، وإبلاغه أن لا حاجة لطرق الأبواب وارتداء زي الساحرات والشياطين؛ الأمر الذي أقنعه ونال استحسانه".
من جانبه، قال المبتعث إلى ولاية غرب أستراليا عبدالعزيز الشهري ل"سبق": "الإسلام حرَّم التشبه بغير المسلمين في طقوسهم الدينية، وتعتبر مشاركة المسلمين في مثل هذه الاحتفالات مظهراً من مظاهر ضعف إيمانهم ، وقد حذَّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه بغير المسلمين في أمور الاعتقاد، بقوله: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ".
أما سامي الشمراني إمام جامع الماريون ب"أدليد"؛ فقد قال ل"سبق": إن أخطر ألوان الغزو الفكري ما كان متصلاً بالجانب العقدي، ومنه الاغترار ببهرج أعداء الله في أعيادهم، وهذا راجعٌ إلى الجهل بالدين أو اتباع الهوى.
وأضاف الشمراني أن المسلم العاقل مَنْ وَزَنَ الأمور بميزان الشرع فلم يَنْسَقْ وراء تلك الدعوات التي تعتبر هذه الأعياد مناسبة عالمية تهم الناس جميعاً، وصدق الله العظيم: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ منَ الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) .