«الإسلام الجامد يقف في مواجهة أوروبا العصرية»... هذه الرسالة ملخص الصورة التي ترسخها كتب مدرسية في خمس دول أوروبية، بحسب دراسة أجراها باحثون في معهد جورج إيكرت للأبحاث الدولية (يقع في مدينة براونشفايغ الألمانية) ونشرت نتائجها أخيراً. وفحص الباحثون خلال الدراسة كتب التاريخ والسياسة في كل من ألمانيا والنمسا وانكلترا وإسبانيا وفرنسا، وتوصلوا إلى أن أن هذه الكتب تثير انطباعاً بأن الإسلام «جامد» ويقف في مواجهة «أوروبا العصرية»، وأن كلاً منهما منفصل تماماً عن الآخر، وأن احتكاكاتهما تجري في إطار من المواجهة بين كتلتين مختلفتين متماسكتين، وأنه «لا توجد نقاط تقاطع ولا تشابه بينهما». وأشارت الدراسة (تنشر «الحياة» مخلصاً لها على حلقتين) إلى أن الكتب المدرسية الأوروبية لا تزال تتمسك - حتى اليوم – بتقديم صورة «سطحية» للإسلام، تؤدي إلى ترسيخ النظر إلى المسلمين باعتبارهم «كتلة دينية غير أوروبية»، أو بصفتهم «الآخر»، صاحب الهوية المختلفة. وركزت الدراسة على ما يرسم داخل هذه الكتب من رؤية أوروبية «لا تفرق بين الإسلام كنموذج ديني وبين الممارسات الثقافية والسياسية للمسلمين»، إضافة إلى «هيمنة الصور النمطية للإسلام والمسلمين التي تركز على وجود اختلاف بينهم والمجتمعات الأوروبية بسبب دينهم، مع تعميم الأحكام عليهم جميعاً. وغالباً ما ترسم كتب التاريخ وعلوم الاجتماع في المدارس الأوروبية ب- بحسب الدراسة - صورة الإسلام على أنه «نظام عتيق لا يزال مهيمناً على جميع مجالات حياة الناس المنتمين إليه». ويرى الباحثون أن عدم إظهار وجود اختلافات بين المسلمين ورسم صورة أحادية مشتركة لهم، يؤدي إلى ترسيخ «العنصرية الثقافية» لدى الطلاب الأوروبيين، وينشر مفهوم عدم إمكان التخلص من الاختلافات الديني بين المسلمين وغيرهم. إلا أن الباحثين يؤكدون على أن هذه الكتب الأوروبية لا تسعى إلى التفرقة بين المسلمين وبين الأوروبيين باعتبارهم خصوماً دينيين في صراعات عنيفة، مثل فترة الحروب الصليبية، بل باعتبار المسلمين والمسلمات أشخاصاً يتمسكون بأفكار ما قبل الحداثة، وبالتالي فإنهم غير قابلين للاندماج في أوروبا، ويظل التوصيف المناسب لهم بأنهم (الآخر)، وحتى الكتب التي تشيد بالإنجازات العلمية والثقافية للمسلمين في العصور الوسطى، لا تؤثر على هذا المفهوم السلبي المذكور، باستمرار بقاء المسلمين في مرحلة تطور سابقة على الحداثة، التي شهدتها أوروبا، بل تعتبر أن المسلمين تعرضوا لمرحلة ركود وتوقف في التطور الثقافي، ما زالت مستمرة حتى اليوم. محاولة «اندماج» ... وإطفاء لنار «الإسلاموفوبيا» في إسبانيا وفرنسا والنمسا... الإسلام «ثقافة تسلطية» بريطانيا: «الجيش الإيرلندي» و«منظمة التحرير» في فصل «الإرهاب» 4 قرون ضائعة!