اختار نائب الرئيس الأميركي جو بايدن (72 عاماً) يوم الأربعاء قبل الماضي، حديقة البيت الأبيض، محاطاً بزوجته والرئيس باراك أوباما، ليعلن عدوله رسمياً عن الترشح للإنتخابات الرئاسية عام 2016. وأنهى قرار بايدن حال الترقب التي كانت تسود الأوساط السياسي الأميركية، إذ أن ترشحه كان متوقعاً أكثر من عزوفه. وقال بايدن: «الحزن والألم يمنعانني إلى اليوم من التفكير في خوض تجربة الإنتخابات في مثل هذه الظروف القاسية، التي تمر بها عائلتي» في إشارة إلى وفاة ابنه (46 عاماً) في أيار(مايو) الماضي نتيجة ورم في المخ. واوضح أن من أسباب عدم ترشحه أن «نافذة الترشح أغلقت، وأعتقد أن الوقت اللازم للقيام بحملة ناجحة للحصول على الترشح قد فات». ورأى محللون أن قرار انسحاب بايدن يعزز فرص المرشحة الديموقراطية، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في الفوز بالسباق، إذ أصبح منافسها الرئيس الآن عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز. إلا أن مراقبين رجحوا أنّ تأخير نائب الرئيس كل هذا الوقت لاتخاذ قراره، ليس سببه وفاة ابنه، ولا حتى عدم كفاية الوقت، إنما انتظار سقوط كلينتون مثلما توقع البعض بعد فضيحة رسائل البريد الإلكتروني الخاص بها، وتأييدها التدخل العسكري خصوصاً في الشرق الأوسط. غير أن الأداء الجيد لكيلنتون في جولة الحوار بين المرشحين الديموقراطيين أقنعه من دون شك بأنّ فرصته ضعيفة. إذ ظهرت واثقة من نفسها، وارتفعت شعبيتها في الاستطلاعات التي تَلَت الجولة. وأظهرت استطلاعات للرأي قبل انسحاب بايدن حصوله على 13 في المئة من أصوات المؤيدين، في حين قال 52 في المئة من الديموقراطيين إنهم يفضلون وزيرة الخارجية السابقة. وقد يكون هذا السبب وراء حسم بايدن خياره وإعلانه عدم الترشح. وقال بايدن في خطابه إنه «على رغم من أنني لن أكون مرشحاً، لكنني لن ألتزم الصمت. أعتزم أن أتكلم بوضوح وبقوة للتأثير بقدر ما أستطيع في موقفنا كحزب وفي توجهنا كأمة»، داعياً الديموقراطيين إلى التركيز على عدم المساواة في الأجور والمساعدات المالية لطلاب الجامعات، وإصلاح نظام الهجرة وغيرها من الملفات. ويبقى أربعة مرشحين يتنافسون للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، بما في ذلك هيلاري كلينتون، التي تتصدّر متقدمة بفارق كبير في استطلاعات الرأي، ما يجعلها الخيار الأفضل والواضح للحزب، في الوقت الذي لم يحسم الجمهوريون أمرهم بعد.