شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح آل طالب على أن «من أعظم الغدر قتل المصلين وترويع الآمنين وتفجير المساجد»، مؤكداً أن «رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمةَ من أطرافها ما مِنَ العظماء أحدٌ إلا وله جوانبُ من حياته يحرص على سترها وكتمانِ أمرها ويخشى أن يطلع الناس على خبرها، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي كشف حياته للناس جميعاً، فكانت كتاباً مفتوحاً، ليس فيه صفحةٌ مطبقة، ولا سطرٌ مطموس، يقرأ فيه من شاء ما شاء، وهو وحده الذي أذن لأصحابه أن يذيعوا عنه كلما كان منه ويبلغوه، فرووا كل ما رأوا من أحواله، حتى رووا كلَّ شيء». وأوضح في خطبة أمس (الجمعة) أن «قيام الإنسان بحقوق والديه وإحسانه إليهما وبره بهما كما ربياه صغيراً من أعظم الوفاء، ويعظم هذا حال كبرهما وضعفهما»، مشيراً إلى أن الدعاء لهما والصدقة عنهما من خلقه صلى الله عليه وسلم، روى مسلم عن أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت». وقال كان من خلقه صلى الله عليه وسلم «الوفاء لربه كما وفى إبراهيم عليه السلام، والوفاء لزوجاته فخير الناس خيرهم لأهله: قالت عائشة ما غِرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم كما غِرت على خديجة، وما رأيتُها! ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءَ ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد، ويقول إني رزقت حبها». وأضاف إن «من خلقه عليه الصلاة والسلام الوفاء مع الأصهار والأرحام وأوصى بأهل مصرَ خيراً»، عن أبي ذر قال صلى الله عليه وسلم «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًاً أَوْ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْراً». وأشار إلى أن «من خلقه صلى الله عليه وسلم الوفاء لأصحابه ونهى عن سبهم، وخص الصديق من بينهم إذ كان صاحبَه في الغار فقد قال عليه الصلاة والسلام: إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبتَ وقال أبوبكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي - مرتين - قال أبوالدرداء: فما أوذي أبوبكر بعدها». وفي المدينةالمنورة شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي على أهمية الأمن للمجتمع والأسباب التي يتحقق بها. وقال في خطبة أمس (الجمعة): «إن من أسباب الأمن حماية المجتمع من المفسدين والمخربين والمجرمين والمعتدين، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوجيه والإرشاد والتعليم، والتحذير من البدع والخرافات والخروج عن جماعة المسلمين وإمامهم والرفع للسلطان عن أهل الزيغ والفساد، لردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحة، فالظالم المعتدي يكف شره بما يمنعه عن الظلم والعدوان».