فصل طال انتهاؤه من فصول مأساة المواطن اليمني، ولم تكن فترة الأشهر الأربعة كافية ليرتوي الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي من دماء أبرياء مدنيين. ولا تزال مدينة تعز تعيش تحت حصار وقصف عشوائي وقطع لجميع الجهود الإغاثية، سواءً أكانت من الداخل أم الخارج. المشاهد مأسوية والمواطن اليمني البسيط ضحية ميليشيا لا تعترف بأخلاقيات ولا تُقر بقوانين إنسانية، إذ تواجه شعباً أعزل بسلاح ثقيل. وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي اليامي ل«الحياة»: «إن حصار الميليشيات الحوثية لتعز يؤكد أن المواطن اليمني هو المستهدف، وقطع الطريق أمام البعثات الأممية بسبب سيطرتها على المعابر المؤدية إلى المدينة»، لافتاً إلى أن الوضع الإنساني في المدينة «مأسوي»، جراء الحصار ونقص المواد الغذائية والصحية. وأضاف اليامي: «إن لجنة حقوق الإنسان العربية تتواصل مع الحكومة اليمنية لإيجاد حل للأزمة الإنسانية التي يعاني منها المواطن اليمني في تعز، ونقص الموارد الغذائية والمستلزمات الطبية، جراء حصار ميليشيات الحوثي للمدينة»، مشيراً إلى أن اللجنة اطلعت على تقارير دولية صادرة عن الصليب الأحمر الدولي ومنظمات حقوق الإنسان رصدت المجازر التي تقوم بها الميليشيات الحوثية في المدينة. وشدد رئيس فريق لجنة حقوق الإنسان العربية التي زارت اليمن المستشار أسعد يونس على أن ما يحدث في اليمن، وتعز خصوصاً، «جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية، يرتكبها أتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بمعاونة ميليشيات الحوثي»، مؤكداً أن ما رصدته البعثة العربية خلال زيارة عدن أخيراً يثبت أن المستهدف هو «تدمير الشعب اليمني والبنية التحتية في الدولة». وقال يونس في اتصال مع «الحياة»: «إن المواجهات في تعز تكون بين قوات عسكرية ومتمردين في مقابل شعب أعزل، وهو ما لا تقرّه القوانين والأعراف الدولية»، مضيفاً أن «الحوثيين وصالح يقومون بجرائم كبرى ضد الإنسانية تتمثل في محاصرة المدينة ومنع دخول المواد الإغاثية، وتتعدى إلى مصادرتها وتوزيعها على مناطق تابعة لهم». وأشار إلى أن تقارير دولية واتصالات قامت بها اللجنة لتوثيق الانتهاكات انتهت إلى قيام الانقلابيين بعمليات اغتيال وخطف قسري لعدد من الصحافيين والسياسيين والمواطنين من دون التمييز بين المقاتلين والمدنيين، مطالباً الدول العربية بمساندة سكان تعز ورفع الحصار عنهم في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى أن الأوضاع المدنية المتردية والحصار الذي يُفرض على المدينة حال دون قيام البعثة العربية بزيارة للوقوف على أوضاع المدنيين فيها. فيما أكّد المواطن اليمني وليد السامعي أن «المعاناة تزيد جراء حصار الحوثي وصالح لبعض المديريات في المحافظة»، لافتاً إلى أن طوابير الحصول على المياه تحتاج إلى ساعات عدة للحصول على كمية لا تكفي ليوم واحد. وأشار السامعي في اتصال مع «الحياة» إلى أن الحوثيين بعد فشل أية محاولة يقومون بها بهدف اقتحام المدينة يعمدون إلى القصف العشوائي بصواريخ «الكاتيوشا» ومدافع الهاون، مستغلين حصارهم للطرق المؤدية إلى المدينة، مبيناً أن المواطنين يعانون عشوائية وإجرام هذه الميليشيا في استهداف المدنيين بأسلحة ثقيلة.