واصل طيران التحالف شن غاراته على معاقل وتجمعات ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح فيما نظمت المقاومة الشعبية والمجلس العسكري في تعز امس عرضا عسكريا بمناسبة ذكرى ثورة 14 اكتوبر وسط حضور جماهيري كبير. وشنت مقاتلات التحالف العربي، سلسلة غارات على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في مطار تعز الدولي وفي معسكر اللواء 22 في منطقة الجند شرق تعز. واسفرت الغارات بحسب شهود عيان ومصادر عسكرية عن وقوع انفجارات واندلاع ألسنة اللهب والدخان ، مشيرة الى ان القصف استهدف مخازن اسلحة. كما قصف الطيران جسر الهاملي في مفرق المخا غرب تعز بالإضافة الى الجسور الرابطة بين المخا والخوخة في محافظة الحديدة. ويأتي هذا فيما كانت منطقة ثعبات والجحملية والدحي والزنوج شهدت اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء الثلاثاء وحتى فجر امس الاربعاء. واسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين بالإضافة الى سقوط ضحايا مدنيين جراء القصف العشوائي على الاحياء السكنية. وكان 13 متمردا قتلوا، بينما أصيب 27 آخرون بجروح في الضربات الجوية و"المواجهات مع المقاومة في تعز الثلاثاء. ونجحت القوات الموالية للشرعية، وفق المصادر، في صد هجوم لمليشيات الحوثي وصالح "على حي جامع الدعوة بجوار كلية الطب ومنزل صالح شرقي تعز"، حيث نشر المتمردون آليات عسكرية ومدرعات. ونظمت المقاومة الشعبية والمجلس العسكري امس الاربعاء في شارع جمال وسط تعز وفي تحدٍ واضح للقصف العشوائي والحصار ، عرضا عسكريا كبيرا شارك فيها المئات من رجال المقاومة والمجلس العسكري. وشق العرض في صفوف المواطنين منهم النساء والاطفال الذين حضروا للمشاركة في الفعالية ، وساروا مستعرضين الاليات والمعدات العسكرية التي تمتلكها المقاومة والمجلس العسكري. ورفع المشاركون صور زعماء دول التحالف العربي وصور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وكتب عليها عبارة "شكرا سلمان" تعبيرا عن شكر ابناء تعز لما قدمته دول التحالف وفي مقدمتها السعودية لليمن وللشرعية الدستورية ووقوفها ضد انقلاب الحوثي وصالح. واكد قائد المجلس العسكري العميد صادق سرحان في كلمة له في المهرجان على الاستمرار في المقاومة ودحر المليشيات الغازية وفك الحصار على المدينة. كما عبر عن شكر المجلس العسكري والمقاومة وابناء تعز لدول التحالف العربي على ما تقوم به. وتسعى القوات الشرعية، مدعومة من التحالف، إلى تحرير تعز، وقال وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، في هذا السياق، إن ثالث أكبر المدن اليمنية "ستُحرر قريبا من قبضة المتمردين الحوثيين وأتباع صالح". وتعاني مدينة تعز اليمنية منذ عدة اشهر من حصار فرضته ميليشيات الحوثي وصالح على منافذ مركز محافظة تعز، في وقت تحاول قوات التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية تطهير المحافظات من المتمردين. ويواجه سكان تعز أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة من جراء الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي على المدينة، منذ ما يزيد على 6 أشهر. وارتفعت أسعار المواد الغذائية وانعدمت المشتقات النفطية والغاز، في ظل الحصار الذي تفرضه الميليشيات على تدفق الوقود والسلع، فيما اشتكى عدد من سكان محافظة تعز ندرة المياه والمواد التموينية. وحذرت جهات إغاثية من حصول كارثة إنسانية تهدد سكان محافظة تعز اليمنية البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين نسمة، في ظل تفاقم الوضع الصحي والبيئي وتفشي مرض حمى الضنك بشكل كبير. يذكر أن الحكومة اليمنية أعلنت تعز مدينة منكوبة في 24 أغسطس الماضي، حيث اتهمت مليشيا الحوثي بشن حرب إبادة بحق المدنيين ودعت المجتمع الدولي لحمايتهم. واكدت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز في بيان لها بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر "بأن المقاومة الباسلة ضد الطغيان السلالي والأسري المتمثل في نظام صالح والحوثي كأسوأ نسخ الطغيان في تاريخ شعبنا ماهي إلا استكمال لثورة أكتوبر وسبتمبر والثورة الشعبية 11فبراير وإعادة الإعتبار للجمهورية المختطفة والدولة المغتصبة وبناء دولة مدنية تبدأ باستعادة الشرعية الشعبية على كل الأرض اليمنية التي يمثلها اليوم الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي." ودانت أحزاب اللقاء المشترك ممارسات مليشيات صالح والحوثي من استهداف أبناء المحافظة والمدينة على وجه الخصوص من خلال استمرار القصف العشوائي وفرض حصار خانق على المدينة ومنع الماء والخضروات والمواد الغذائية والغاز المنزلي والمشتقات النفطية وكل الضروريات الحياتية في محاولة لتجويع الناس واستهداف حياتهم بخسة لم يسبق لها مثيل. واكدت في بيانها ان هذه الأعمال الخبيثة لن تزيد أبناء تعز إلا تصميما على ردع الغزاة القتلة وأذنابهم والتمسك بخيار المقاومة لتحرير تعز واليمن من جماعات الخراب باعتبار المقاومة كرامة ووطنا سجلت المجد وفتحت بابا للحرية من تعز الثورة والمقاومة لتصل الى كل ربوع اليمن. وطالبت المنظمات الدولية والأمم المتحدة بسرعة التحرك لإنقاذ تعز من الحصار الجائر والمحرقة اليومية وندين بشدة صمت هذه المنظمات أمام ما يجري من إنتهاكات لحقوق الإنسان وجرآئم الإبادة في تعز. كما دعت احزاب المشترك الجامعة العربية لممارسة واجبها القومي والإنساني بالعمل على إيصال المعونات الإغاثية والتحرك عبر المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن لإيقاف المحرقة التي يتعرض لها المدنيون في تعز والحصار الذي يستهدف قتل الناس جوعا وعطشا .كما طالب المشترك الحكومة الى رفع وتيرة عملها وإعلان حالة طوارئ واستنفار شامل لإنقاذ تعز بعد إعلانها مدينة منكوبة ووضع غرفة عمليات تتعامل مع تعز المنكوبة على هذا الأساس. و دعا البيان المقاومة الصامدة بكل مكوناتها الشعبية الى تقدير مسؤولياتها التاريخية في الحفاظ على نقاء المقاومة ووحدتها وإفشال كل المشاريع التي تستهدف تعز والمقاومة وهذا لايتم إلا بتقديم المصلحة الوطنية ووحدة المقاومة بعيدا عن العمل للأشخاص والأحزاب والجماعات والمشاريع الخاصة التي يدخل منها أعداء اليمن لتحقيق مآربهم التي عجزوا عن تحقيقها بالمدفع والدبابة. وطالب البيان المقاومة بالوقوف أمام حالات التفلت ونهب الممتلكات العامة والخاصة وقطع دابر اللصوص وقطاع الطرق والحذر من أي غطاء لهذه الأعمال الخارجة عن القانون والتي تشكل خطرا على السلم الإجتماعي. كما عبرت احزاب المشترك في تعز عن تثمينها العالي لدور دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مساعدة الشعب اليمني في التخلص من كارثة الحوثي وصالح التي دمرت المدن وقتلت الشعب ونشرت الخراب والجوع والرعب في ربوع اليمن وهو الدور الرائد الذي أدى الى إحياء الروح والمبادرة العربية للحفاظ على أمن واستقرار الشعوب العربية كأمة واحدة ذات رسالة حضارية لصالح البشرية وكرامة الإنسان والسلام العالمي. اما في محافظة شبوة فقد اسفر انفجار عبوة ناسفة، امس الأربعاء، عن مقتل قيادي في ميليشيات الحوثي، في وقت منعت هذه الميليشيات فرقا هندسية من إصلاح خطوط الكهرباء بين مأرب وصنعاء. وقالت مصادر عسكرية ان قائد الميليشيات الحوثية في حريب وبيحان واسمه "أبو تركي" قتل جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء مروره بسيارته على طريق مبلقة في محافظة شبوة. وفي سياق آخر، منعت ميليشيات الحوثي وصالح الفرق الهندسية المكلفة إصلاح خطوط الكهرباء في طريق فرضة التي تصل بين مأرب وصنعاء. كانت ميليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي صالح أطلقت صواريخ كاتيوشا من محافظة تعز على محافظة لحج المجاورة. وذكرت مصادر امنية أن قصف المتمردين الحوثيين انطلق مع بلدة الوازعية في تعز وطاول منطقة الصبيحة في محافظة لحج المجاورة. العرض العسكري جاء تحديا لحصار المتمردين لتعز (خاصة بالرياض)