اقترحت مصر بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بتناول موضوع الحدود «حتى يمكن الانتقال إلى مراحل جدية في التفاوض»، فيما أعرب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير عن تطلعه إلى الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي إن الوزير أحمد أبو الغيط شرح لبلير في القاهرة أمس رؤية مصر لسير المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وشدد على «ضرورة أن تبدأ بتناول المواضيع الرئيسة، وفي مقدمها موضوع الحدود، حتى يمكن الانتقال إلى مراحل جدية في التفاوض»، وأنه «سيكون أمراً مؤسفاً إذا ضاعت تلك الفرصة في الأحاديث الممتدة حول مواضيع تنظيمية أو أمور هامشية لا تتطرق إلى لب الموضوع». وأكد أن أبو الغيط شدد في حديثه على «أهمية أن تترافق فترة المحادثات غير المباشرة مع تهدئة إسرائيلية كاملة في الإجراءات التي تتخذ بحق الفلسطينيين، خصوصاً في القدسالمحتلة والأماكن المقدسة، إذ تتسبب تلك الإجراءات في تسميم الأجواء والتشكيك في جدية نيات الحكومة الإسرائيلية بالانخراط في العملية التفاوضية». وكان بلير التقى أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي اعتبر أن إعلان إسرائيل بناء 112 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية قبل ساعات من وصول نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن وتزامناً مع وجود المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشيل في المنطقة، «رسالة سلبية» لهما. ولن تشمل جولة بايدن في المنطقة مصر كما كان مقرراً. وقالت مصادر أميركية في القاهرة ل «الحياة» إنه تم إرجاء زيارة بايدن إلى موعد غير محدد، لكنها رفضت الإفصاح عن سبب الإرجاء، وإن بدا مرتبطاً بوجود الرئيس المصري حسني مبارك خارج البلاد في رحلة علاجية. وقال موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع بلير إن «هذا أمر غريب أن يعلنوا (إسرائيل) بناء مستوطنات في الضفة مع قرب وصول المسؤولين الأميركيين، في حين أنهما يحاولان معالجة الأمور... هذا إعلان يضع علامات استفهام ولا أعرف كيف سيكون رد فعلهما (بايدن وميتشيل)». وأضاف أنه ناقش مع بلير «الموقف الذي اتخذته الجامعة العربية في ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة، والفترة المحددة التي أعطيت والموقف العربي واحتمالاته في ضوء الفشل المتوقع أو النجاح المأمول». ورداً على سؤال عن جدوى المفاوضات في ضوء الفشل المتوقع، قال موسى: «قررنا إعطاء هذه الفرصة لنرى ماذا يفعل الرئيس الأميركي باراك أوباما ومبعوثه ميتشيل في آخر نافذة مفتوحة لإحياء عملية السلام، وأنا شخصياً وغيري لا نعتقد أن هذا الموضوع سيسير، لكننا نحتاج أيضاً إلى هذه الفترة لنقرر أمرنا». وأشار إلى أن النقاش تطرق إلى الدور الأوروبي، مشدداً على «الحاجة إلى جميع الجهود لدفع الأمور نحو تحقيق سلام عادل يستند إلى منطق ومعقولية». وأكد بلير في رده على سؤال عن موقفه من إعلان إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة أهمية التزام الطرفين بخريطة الطريق، إلا أنه رفض التعليق على هذا القرار. وشدد على أن «المفاوضات هي الوسيلة لوقف هذه الأمور، لأن الحل الوحيد هو المفاوضات الجادة ذات الصدقية لمعالجة القضايا المتعلقة بالقدس والحدود واللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية». ورأى أنه «يجب تحويل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية». وأكد «ضرورة أن تدعم كل الأفعال على الأرض هذه المفاوضات والنتائج المتوقعة منها... لدينا فرصة من خلال المفاوضات غير المباشرة التى يجب ألا تستمر إلى الأبد، بل يجب أن نعمل على تحويلها لمفاوضات مباشرة منتجة».