قال الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله إن «لا بديل من طاولة الحوار في هذه المرحلة»، داعياً إلى «عدم انتظار تطورات المنطقة». نظم «حزب الله» في اليوم العاشر من محرم ذكرى عاشوراء، مسيرات في العديد من المناطق حملت خلالها الأعلام والمجسمات والرايات والشعارات الحسينية، تقدمتها فرق «لطيمة» كانت أشبه بفرق عسكرية، وكان أبرزها مسيرة ضخمة انطلقت من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى ملعب الراية في منطقة صفير حيث أطل نصرالله على المحتشدين من خلف منصة مقفلة عبر فتحة بحجم شباك، وعبر شاشة كبيرة، وألقى كلمة بالمناسبة قال فيها: «أخاطب جميع القيادات والقوى السياسية بأن تبادر إلى التفاهم والتعاون لإيجاد الحلول للأزمات الخطيرة التي تعصف بالبلد بعيداً من المكابرة والعناد واستقطاب الرأي والبحث عن الشعبية لهذا الزعيم أو ذاك والتعاطي بجدية كاملة مع الحوار الوطني الواسع القائم في المجلس النيابي، حيث لا يوجد اليوم ولا في المدى المنظور أي بديل آخر من طاولة الحوار الوطني القائمة الآن». أضاف: «خلال أكثر من سنتين، انتظرتم البرنامج النووي الإيراني وقلنا لكم لا تنتظروا، لن يناقشوا لبنان ولا الرئاسة ولا الحكومة، وكانت النهاية أن انتهى النقاش حول البرنامج وحصل الاتفاق والأمور تذهب إلى الإجراء. ماذا تبدل، هل باعتنا إيران من أجل البرنامح النووي؟ أبداً، قلت وأعيد إن إخواننا في إيران هم أوفى من أن يبيعوا صديقاً أو حليفاً من أجل مصلحة إيرانية، بل هم يضحّون بمصالحهم الوطنية من أجل مصالح ومقدسات الأمة». وتابع: «انتظرتم سورية أن تسقط لتتحكموا بلبنان، ولم تسقط، ولن تسقط». وزاد: «سمعت البعض يقول إن الرئاسة في لبنان تنتظر حرب اليمن، دعكم من هذه الخيالات، تعالوا لنستفيد جميعاً من حرصنا كلبنانيين على إيجاد حلول وطنية لمشاكلنا التي تفاقمت إلى الحد الذي يقترب من انهيار البلد، لنتخلص من الارتهان للخارج. نحن في لبنان أصحاب قرارنا. لا يوجد أحد في هذا العالم يفرض علينا قراراً.» وقال: «عند أميركا يوجد عبيد، ويتعاطون كأسياد مع عبيد، أما نحن، حزب ولاية الفقيه، سادة عند الولي الفقيه». وسأل نصرالله: «ماذا ينفع لبنان التراشق بالتهم؟ تقولون عنا نعطل انتخابات الرئاسة وغيرها، ونحن أيضاً نقول عنكم أنتم تعطّلونها لأنكم تمنعون انتخاب الممثل الحقيقي والصحيح والمناسب للرئاسة في هذا البلد، هل ستزيد شعبيتنا أو شعبيتكم إذا تقاذفنا تهم التعطيل؟ لنضع هذا الأمر جانباً ولنذهب إلى الحوار الجدي الذي لا بديل منه. لا تنتظروا حواراً إيرانياً- سعودياً، الأمور تزداد تعقيداً في المنطقة. لا تنتظروا مبادرة أميركية أو غربية، لبنان خارج اهتمامات الدول، لبنان اليوم متروك لزعمائه ولأحزابه الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة». وتوجه نصرالله الى المحتشدين قائلاً: «سنبقى هنا نملأ الساحات والميادين، لن تهزّنا لا حروب إسرائيل ولا تهديدات نتانياهو ولا حروب التكفيريين وتهديدات زعمائهم . سنعمل من أجل كرامة كل أبناء شعبنا بكل طوائفه ومناطقه من أجل خلاص شعبنا، مهما بلغت الصعوبات والتحديات والأخطار». وأكد نصرالله وقوفه إلى «جانب شعبنا الفلسطيني في مقاومته وانتفاضته»، داعياً «كل العالم الإسلامي وأحرار العالم إلى مساندته»، مشدداً على «التزامنا المطلق بمواجهة المشروع الصهيوني، ومقاومة إسرائيل، وبالعمل الدؤوب على رفع جهوزية المقاومة. لا نتانياهو و»لا جدّ جدّ نتانياهو» سيمنعون هذه المقاومة من أن تمتلك كل السلاح وكل المقدرات التي تحتاج إليها للدفاع عن لبنان ومواجهة أي عدوان أو حماقة». وقال: «باسم هذه الحشود نعلن مواصلة جهادنا في مواجهة الحرب الأميركية التكفيرية الإرهابية على إسلامنا وأمتنا وشعوب منطقتنا، مهما بلغت التضحيات، بلا تراجع، وكما هزمنا إسرائيل سيُهزم التكفيريون وسادتهم الأميركيون». وجدد «الوقوف إلى جانب صمود الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وقواه الإسلامية والوطنية»، والدعوة إلى التحقيق في حادثة منى. وتوجه إلى العراقيين قائلاً: «لا تراهنوا على الأميركيين ولا على غرب. لديكم في شعبكم ما يجعلكم بإرادتكم وبقوتكم تهزمون داعش وألف داعش». حسن خليل: بري حريص على الميثاقية ولكن لا يراهن أحد على أن التعطيل قدر أكد وزير المال علي حسن خليل ان «أزماتنا الداخلية عميقة وأن الخروج منها يتطلب اجراءات جذرية في شكل ادارة الحكم والسلطة». وقال: «نعرف أن الامر لا يستقيم فعلاً إلا بإنتاج قانون جديد للإنتخابات يعكس تمثيلاً حقيقياً للناس، ويجعل لهم فرصة التعبير عن مواقفهم، قانون كما طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري يقوم على النسبية بدءاً من لبنان دائرة انتخابية واحدة الى الدوائر التي يمكن ان نتفق عليها وهو أمر لم يعد من الممكن أن يتجاهله أحد لان تركيبتنا السياسية أثبتت في بعض المفاصل عقمها وبالتالي علينا التزاماً بميثاقنا الوطني أن نقر مثل هذا القانون الانتخابي. حتى ذلك الوقت والامر يناقش على طاولة الحوار الوطني، نحن أمام تحديات كبيرة». وطالب خليل خلال إحياء حركة «أمل» ذكرى العاشر من محرم في مسيرة عاشورائية حاشدة انطلقت من أمام جسر المطار وجابت شوارع الضاحية الجنوبية وصولاً الى روضة الشهيدين، «بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، اذ إن أولى الموجبات والمهمات كما قال الرئيس بري أن ننتخب رئيساً للجمهورية وأثبتت التجربة أنه أساس في نظامنا السياسي. لكن علينا أن نعي أنه في ظل عدم الوصول إلى انتخاب رئيس في هذه المرحلة القصيرة من عمرنا السياسي، علينا ألا نطلق النار على أنفسنا ونعطل باقي المؤسسات ونعطل المجلس النيابي والحكومة، ما يجعل من الواجب عندها أن نطلق عمل المؤسسات الأساسية والرئيس بري يتحمل واجبه الوطني في اللحظات الصعبة بان تعقد جلسة للمجلس تقر فيها القوانين الأساسية التي تهم الناس، المتصلة بالشأن المالي والاقتصادي، ولا يظن أحد أن بامكانه أن يستمر بالتعطيل ليلغي الدولة». وأضاف: «الرئيس بري أول من حرص على الالتزام بالميثاقية وحرصنا عليها في مجلس الوزراء كما حرص الرئيس تمام سلام، لكن عندما تكون هناك ضرورة لا يراهن أحد أن التعطيل قدر لا يمكن الخروج منه. ستكون هناك دعوة إلى عقد جلسات انطلاقاً من الدستور وروحه من أجل اقرار القوانين تماماً كما يجب أن نصل إلى صيغة تجعل من انعقاد الحكومة أمراً ممكناً». وقال خليل: «لن نطيل في الحديث عن الانذارات من الجهات الدولية، ليس فقط من البنك الدولي حول مشاريع تقر بل حول قوانين يجب أن تقر، حتى نحافظ على سمعة لبنان في ادارة شؤونه العامة. علينا ان نخرج من القوقعة والعزلة وان نتحمل المسؤولية وعلى هذا الاساس الحوار الداخلي من أول الواجبات وعليه أن يستمر وسيستمر ويوم الاثنين هناك جلسة مكتملة الأوصاف حول مستقبل الرئاسة وانتخاب الرئيس وصولاً إلى التفاهم حول البنود المختلقة الواردة على جدول الأعمال، مؤكداً ان «الحوار الداخلي بين حزب الله وتيار المستقبل سيستمر أيضاً وسيكون هناك نقاش في ما جرى خلال المرحلة الماضية، علينا أن ننظر إليه كمساحة اللقاء الوحيد في العالم العربي والاسلامي بين السنّة والشيعة. هذا أمر يمكن أن يعتبره البعض تفصيلاً صغيراً لكنه أساس في مسار ادارة الأمور على مستوى العالم اليوم». الجسر: منفتحون للحوار مع كل الأطراف أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر «تجاوب الكتلة مع دعوة الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية من أجل البتّ في القروض الدولية بعيداً من ربطها ببحث قانون انتخاب أو غيرها، مرجحاً ان يُطرح هذا الموضوع على طاولة الحوار (غداً) من خارج جدول الأعمال لتهيئة الأجواء اللازمة لإنجاح الجلسة. وشدّد الجسر في حديث الى «صوت لبنان»، على ان «مفتاح الحلّ لأزمتي الحكومة والمجلس هو بانتخاب رئيس للجمهورية»، معتبراً انه «في ظلّ العجز عن تأمين النصاب اللازم من قبل الفريقين، يبقى الحلّ الأنسب بالتوافق على تسوية للإتيان برئيس توافقي من خارج 8 و14 اذار». وإذ أيّد الطرح القائل «بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء بمن حضر على قاعدة أكثرية الثلثين»، لفت الى ان الحكومة وإن كانت «في حكم تصريف الأعمال نتيجة التعطيل إلا انها لا تزال قائمة وأي تسوية قادرة على إعادة تفعيل عملها بينما اذا استقالت فلا إمكان لإعادة العمل فيها او استبدالها في ظلّ الفراغ الرئاسي». وتعليقاً على كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن الاستقالة، أوضح «ان الوزير المشنوق عبّر عن حالة غضب حقيقية في ما خصّ أزمة الشراكة في الحكم، وهو لفت الانتباه الى ان ما يجري يدفع بتيار «المستقبل» الى الخروج من الحكومة ولم يقل اننا سنستقيل». وجدّد الجسر التأكيد على «انفتاح تيار المستقبل للحوار مع جميع الأطراف بمن فيها التيار الوطني الحر بدليل المشاركة في طاولة الحوار»، لكنه «استبعد حصول أي لقاء ثنائي بين المستقبل والتيار الحر بعد الانتكاسة الأخيرة». أما في الحوار الثنائي الجاري بين «المستقبل» و «حزب الله» والذي سيعقد بعد غد الثلثاء قال الجسر: «سنعاود طرح الخطة الأمنية في البقاع، وموضوع سرايا المقاومة».