خرج مرشحو أحزاب المعارضة السودانية في تظاهرة في الخرطوم أمس احتجاجاً على إجراءات فرضتها المفوضية القومية للانتخابات واعتبرتها المعارضة مقيّدة للحريات وتعمل لمصلحة حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وسلّم نحو 300 من المتظاهرين وسط إجراءات أمنية مشددة من قوات الشرطة مسؤولي المفوضية مذكرة احتجاج على ضوابط تنظيم حملات القوى السياسية الانتخابية. وتقدّم التظاهرة المرشحان للرئاسة عن «الحركة الشعبية لتحرير السودان» ياسر عرمان وعن «حزب الأمة - الإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل المهدي. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة ومفوضية الانتخابات. وشكك المعارضون في حياد مفوضية الانتخابات واتهموها بتقييد الحريات السياسية واتخاذ اجراءات تصب في مصلحة الحزب الحاكم ومرشحه للرئاسة عمر البشير. وقال ياسر عرمان للصحافيين إنهم أمهلوا مفوضية الانتخابات أسبوعاً للرد على مطالبهم في شأن تهيئة الظروف المناسبة لتمكين المرشحين من ممارسة نشاطهم وتنظيم حملاتهم من دون تدخل السلطات ومنحهم فرصاً متكافئة في وسائل الإعلام الرسمية، محذّراً من أنه في حال لم تعالج المفوضية الأوضاع الحالية فإنهم سيتحركون سلمياً لتغيير الواقع. وأضاف عرمان: «كان من المفترض أن تطبع مفوضية الانتخابات بطاقات الانتخاب في الخارج ولكنها الآن تطبعها في المطابع الحكومية ما يعطي حزب المؤتمر الوطني الحاكم الفرصة لتزوير الانتخابات». كما قال القيادي في الحزب الاتحادي الديموقراطي علي السيد للصحافيين إن قادة التحالف وهم زعماء أحزاب «الحركة الشعبية» سلفاكير ميارديت والأمة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي حسن الترابي والشيوعي محمد ابراهيم نقد بالإضافة إلى رئيس الحزب الاتحادي الذي كان مقاطعاً التحالف، سيجتمعون الأسبوع المقبل لتحديد موقفهم من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في نيسان (ابريل) المقبل. لكن نائب رئيس مفوضية الانتخابات عبدالله أحمد عبدالله دافع عن عملها مؤكداً سلامة نياتها الهادفة لتهيئة البيئة الانتخابية. وقال إن الإجراءات كافة الصادرة من المفوضية هدفها تهيئة الأجواء السياسية لإجراء العملية الانتخابية في موعدها المحدد، مشيراً إلى أن الانتخابات السودانية ستشهد رقابة دولية وإقليمية ومحلية في المستويات كافة. وكان حزب الأمة اتهم الإذاعة السودانية الرسمية برفض بث كلمة مسجلة لزعيمه الصادق المهدي يعرض فيها برنامجه الانتخابي كمرشح للرئاسة بحجة انه يشمل 20 نقطة تثير الكراهية ضد الدولة والنعرات، كما حوى قذفاً وكذباً ضاراً. وأوضح بيان من الحزب أن إدارة الإذاعة رفضت بث كلمة المهدي ليل الأربعاء ما لم يتم إدخال تعديلات عليها الأمر الذي رفضه الحزب. لكن نائب مدير الإذاعة عبدالعظيم عوض قال ل «الحياة» انه ناقش مع مندوبي حزب الأمة تحفظاتهم عن كلمة المهدي، موضحاً أن الخطاب حوى قذفاً وكذباً، وشمل اتهامات الى جهات من دون دليل مثل اتهامه حزب المؤتمر الوطني الحاكم بهدر أموال الضرائب واستخدامها لمصلحته، كما انه حذر الموطنين من الاقتراب من «الشجرة الخبيثة»، في إشارة الى شعار الحزب الحاكم في الانتخابات، وتعرض ايضاً الى جماعات اعتبرها تكفيرية.