تدور معارك عنيفة اليوم (السبت) في ريف حلب الشمالي في محاولة من قبل الفصائل المقاتلة لإستعادة البلدات التي فقدتها خلال اليومين الماضيين من أيدي تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان». ونجحت حركة «أحرار الشام»، إحدى الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، في استعادة بلدة تل سوسين من أيدي متطرفي «داعش»، بحسب «المرصد». وتدور اشتباكات من أجل السيطرة على بلدة تل قراح المجاورة، والبلدتان تقعان على طريق إستراتيجي يؤدي إلى تركيا. وفي المحافظة ذاتها، أفاد «المرصد» أن «إنفجارات عنيفة هزت مدينة الباب، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي»، مشيراً إلى أنه «تبين أن الإنفجار ناجم عن استهداف مصنع متفجرات ومستودع ذخيرة للتنظيم عند أطراف المدينة». وبعد إشتباكات بدأت ليل الخميس الماضي وأستمرت في اليوم التالي، حقق «داعش» تقدماً في ريف حلب الشمالي إذ سيطر على بلدات عدة تقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وأكد التنظيم المتطرف أنه وصل فعلياً إلى «مشارف مدينة حلب». وأشار «المرصد» إلى مقتل العشرات من مقاتلي الطرفين خلال معارك أمس. وبعد سيطرته على تلك البلدات، لم يعد «داعش» يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الأطراف الشمالية لمدينة حلب وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها. وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتسيطر قوات النظام على غرب المدينة في حين تسيطر فصائل بينها «جبهة النصرة» ذراع «القاعدة» في سورية وأخرى متطرفة على الأحياء الأخرى. وبحسب «المرصد» فإن التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة». ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفاً جديداً مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت أنها تستهدف «المجموعات الإرهابية»، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة. وعلى جبهة أخرى في ريف حلب الشرقي، قال «المرصد» «دارت ليل أمس إشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى في محيط قريتي تل ريمان والصالحية ومحيط تل بلاط وتل نعام والصبيحية (...) في محاولة من قوات النظام التقدم في المنطقة وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري». ويحاصر تنظيم «داعش» مطار كويرس العسكري منذ أيار (مايو) الماضي. وبدأ الجيش السوري منذ يومين، مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، عملية برية واسعة في وسط وشمال غرب البلاد حيث يتواجد «جيش الفتح» وهو تحالف من فصائل متشددة تضم «جبهة النصرة». وأفاد «المرصد السوري» الطائرات الحربية الروسية استهدفت الليلة السابقة وصباح اليوم محافظات اللاذقية (غرب) وادلب (شمال غرب) وحماه (وسط) بغارات عدة. وبحسب «المرصد» استهدفت الغارات الروسية مناطق في ريف اللاذقية الشمالي وريف حماه الشمالي والشمالي الغربي وريف ادلب الجنوبي، مع استمرار للإشتباكات في محيط قرية كفردلبة في ريف اللاذقية الشمالي وفي محيط قرية عطشان في ريف حماه الشمالي الشرقي. وفي ريف ادلب الجنوبي أيضاً، دمرت الغارات الروسية مقراً للفرقة 13 التي كانت تلقت دعماً من الولاياتالمتحدة.