فشلت لجنة ترسيم الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان في التوصل إلى اتفاق في شأن تسوية النزاع على مناطق حدودية وانشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح وفتح المعابر بين الدولتين. وعقد ممثلون من السودان وجنوب السودان لقاءات في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي، لمناقشة خطوات تطبيق اتفاق قضايا الحدود الموقَّع بين البلدين ضمن اتفاقات التعاون في أيلول (سبتمبر) 2012، بعد فشل جولات سابقة. واستقبل مفوّض الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن إسماعيل شيرقوي، رئيسي المفوضية المشتركة للحدود بين السودان وجنوب السودان، وزير الدولة في رئاسة الجمهورية السودانية الرشيد هارون ووزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي، على هامش الاجتماع الرابع للمفوضية في أديس أبابا. وقال الاتحاد الافريقي إن أجواءً إيجابية سادت الاجتماع وأبدى الطرفان تعاوناً حقيقياً مع مفوضي الاتحاد الإفريقي للسلم، بما في ذلك إصرار حكومتيهما على ترسيم الحدود المشتركة. وقال مسؤول في الاتحاد الافريقي ل «الحياة» إن الجانب السوداني اشترط الاتفاق على خط الصفر الافتراضي على حدود الدولتين قبل انشاء منطقة عازلة عمقها 10 كيلومترات على جانبي الحدود، وتشكيل فريق مشترك لمراقبة أي تسلل للمتمردين ضد حكومتي الدولتين. واقترح الاتحاد الافريقي على الخرطوم وجوبا ترسيم 80 في المئة من الحدود المتفق عليها ومتابعة التفاوض على 5 مناطق متنازع عليها تشمل المقينص وكاكا التجارية ودبة الفخار وكافي كنجي والميل 14، إلى جانب منطقة أبيي. وتتمسك حكومة الجنوب بتسوية النزاع قبل الترسيم بينما تطالب الخرطوم بتحديد خط الصفر والمنطقة العازلة أولاً. وفي شأن آخر، استبق الأمين العام ل «الحركة الشعبية - الشمال»، التي تقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ياسر عرمان، الجلسة الافتتاحية لطاولة الحوار السوداني، المقررة غداً السبت في الخرطوم، بتوجيه رسائل تضمنت نصائح لقادة الحزب الحاكم والقوى التي قبلت المشاركة، حملت انتقادات مبطنة للخطوة التي قال إنها «بلا جدوى»، ولا تعدو أن تكون حواراً مع «الذات المنهكة». وقال عرمان: «لا جديد السبت سوى أن اجتماعاً آخر للجمعية العمومية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وحلفائه يحدث». وأضاف: «سيستمعون إلى خطاب آخر للرئيس عمر البشير. وخارج القاعة المكيفة تبقى الحقائق كما هي، حرب من الكرمك في شرق البلاد إلى الجنينة في غربها، الطيران يواصل قصف المدنيين، حوالى 8 ملايين نازح ولاجئ، الدولار يواصل جنونه بسبب الحرب والعزلة والمقاطعة، ولا أحد من زعماء أحزاب المعارضة والمجتمع المدني الحقيقيين داخل القاعة، فهو حوار مع الذات المنهكة».