قتل شاب واصيبت فتاة فلسطينيان بجروح، إثر اقدامهما على طعن إسرائيليين اليوم (الأربعاء)، ما يلقي ظلالاً على بوادر التهدئة التي صدرت خلال الساعات الماضية عن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. وتوسعت دائرة التوتر اليوم للمرة الأولى إلى مناطق كانت بمنأى عنه، ودفع التصعيد المتواصل منذ اسابيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى ارجاء زيارة مقررة إلى ألمانيا. و أعلن الجيش والشرطة الإسرائيليين أن شاباً فلسطينياً قتل برصاص الشرطة الإسرائيلية اليوم في بلدة كريات جات في جنوب إسرائيل، بعد أن طعن جندياً إسرائيلياً واخذ سلاحه. وقالت الشرطة والجيش أن الشاب قام بطعن الجندي في ذراعه بسكين، واخذ سلاحه ثم لجأ الى بناية سكنية، حيث قتلته الشرطة. وبحسب مصادر أمنية فلسطينية، فان الشاب يدعى امجد حاتم الجندي (17 عاماً) من بلدة يطا في الخليل في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وحاصر الجيش الإسرائيلي منزل دويات في بلدة يطا، بحسب شهود. وأقدمت فتاة فلسطينية تدعى شروق دويات (18 عاماً) في وقت سابق على طعن يهودي في ظهره في البلدة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة على مقربة من المسجد الأقصى، قبل أن يتمكن الرجل (35 عاماً) من سحب سلاحه واطلاق النار عليها واصابتها بجروح خطيرة. وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى تسعة الذين سقطوا منذ الخميس الماضي، أربعة إسرائيليين وخمسة فلسطينيين، وهم مستوطنان في شمال الضفة الغربيةالمحتلة وإسرائيليان في البلدة القديمة بالقدس، وشابان فلسطينيان قتلا بعد مهاجمتهما إسرائيليين بالسكاكين في القدس، وفلسطينيان آخران في الضفة الغربية خلال مواجهات مع جنود إسرائيليين، بالاضافة إلى الشاب الذي قتل اليوم. ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الإسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي. وذكر الهلال الاحمر الفلسطيني وشهود عيان أن شاب فلسطيني اصيب بجروح خطيرة صباح اليوم بعد اطلاق مستوطنين إسرائيليين النار عليه في الضفة الغربيةالمحتلة. وفق مصادر طبية اصيب الشاب (18 عاماً) قرب بيت ساحور ونقل إلى قسم العناية المكثفة في المستشفى وحالته مستقرة واوضحت الشرطة الإسرائيلية أن الفلسطينيين قاموا بالقاء الحجارة في المنطقة، ما دفع المستوطنين الى اطلاق النار. كما اصيب ثلاثة فلسطينيين، احدهم بجروح خطيرة، بعد أن اطلق عليهم عناصر من وحدة المستعربين الإسرائيلية النار، آثر تسللهم إلى صفوف تظاهرة قرب الحاجز العسكري في بيت ايل. وروى صحافيون أن «أربعة رجال ملثمين، احدهم يحمل علم حركة حماس كانوا يلقون الحجارة مع آخرين خلال التظاهرة. وبعدها، انفصلت مجموعة من الشبان عن باقي المتظاهرين، واخرجوا مسدسات واطلقوا النار على شبان فلسطينيين». واصيب أحد الشبان في مؤخرة جمجمته. ووصل بعدها جنود إسرائيليون كانوا على مسافة عشرات الأمتار لمساعدة مطلقي النار على سحب الشبان الثلاثة عبر سحلهم من ايديهم باتجاه المركبات العسكرية الإسرائيلية. ويقول الفلسطينيون إن «إسرائيل ترسل دائماً وحدات مستعربين يرتدون ملابس متظاهرين ويتحدثون العربية بطلاقة إلى التظاهرات للقيام باعتقالات». من جهة آخرى، أعلن مسؤول إسرائيلي اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ارجأ زيارة كانت مقررة الخميس المقبل إلى ألمانيا، بسبب الوضع الأمني. وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه «تم تأجيل الرحلة بسبب الوضع الأمني». وتأتي الزيارة المقررة ليومين في اطار اللقاء الوزاري السادس بين إسرائيل وألمانيا. وقرر نتانياهو في بادىء الأمر تقصير مدتها قبل تأجيلها تماماً. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها «قد تنظم مجددا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل». وبدأ التوتر على خلفية اصرار يهود متشددين على الصلاة في باحة المسجد الأقصى. ووصل التوتر اليوم إلى مدينة يافا الساحلية قرب تل ابيب، حيث تظاهر عرب إسرائيليون ليل أمس دعماً للمسجد الأقصى واندلعت اشتباكات عنيفة بعدها مع الشرطة الإسرائيلية. ويلوح مع هذه الجولة الجديدة من العنف شبح اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة مماثلة لانتفاضتي 1987 و2000. ويشعر الفلسطينيون باحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وزيادة الاستيطان في الأراضي المحتلة، بالاضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. وفي مسعى لتهدئة الوضع، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها رفعت القيود التي كانت فرضتها على المصلين المسلمين لدخول المسجد الأقصى منذ الأحد الماضي. والتقى مسؤولون كبار من الجيش الإسرائيلي أمس، نظراءهم من القوى الأمنية الفلسطينية في مسعى لتهدئة التوتر. وأكد ناطق باسم الجيش ارييه شاليكار أن «التنسيق بين القوى الأمنية الفلسطينية والجيش الإسرائيلي مستمر». وأعلن أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه «لا يريد تصعيداً عسكرياً وأمنياً مع إسرائيل»، مضيفاً «كل تعليماتنا إلى اجهزتنا وتنظيمنا وشبابنا وجماهيرنا اننا لا نريد التصعيد، لكن نريد أن نحمي انفسنا». كما طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من الإسرائيليين أن «يكونوا في حالة تأهب قصوى والتحلي بضبط النفس حيال اعمال العنف التي تهز القدسوالضفة الغربية وامتدت إلى إسرائيل». وقال بعد زيارة لمقر عام الشرطة في القدس إن «المواطنين الإسرائيليين في الخط الأول للحرب على الإرهاب وعليهم أن يظلوا في حالة تأهب قصوى». وأضاف وفقاً لبيان صادر عن مكتبه «هدف الإرهاب هو نشر الرعب وأول طريقة للانتصار عليه هي التحلي بضبط النفس والصمود على المستويين الوطني والشخصي». وأوضح نتانياهو «شهدنا فترات اصعب وهذه الموجة الجديدة من الإرهاب سنتخطاها بتصميمنا ومسؤوليتنا ووحدتنا».