دعت الولاياتالمتحدة إسرائيل إلى التحقيق في قتل جنودها فتى فلسطينيا يحمل الجنسية الأمريكية. وذكر بيان من وزارة الخارجية في واشنطن «ندعو إلى تحقيق سريع وشفاف وسنظل على اتصال وثيق بالسلطات المحلية التي تجري هذا التحقيق». وقال شهود عيان فلسطينيين لوسائل إعلام محلية إن الفتى أصيب برصاصة حية في الرأس من مسافة قريبة. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الفتى القتيل كان يطلق قنبلة حارقة أثناء اشتباكات في الضفة الغربية يوم الجمعة في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية، لاسيما في القدسالشرقية حيث يواصل المستوطنون اليهود دخول المناطق التي تقطنها أغلبية فلسطينية. واشتعلت التوترات في القدسالشرقية بعد أن دأبت أعداد متزايدة من الصهاينة على اقتحام المسجد الأقصى بصحبة الشرطة الإسرائيلية. وقالت مصادر طبية وأمنية ان عروة حماد (15 عاما) قتل في صدامات بين جيش الاحتلال الاسرائيلي وفلسطينيين كانوا يرشقون الحجارة في قرية سلواد التي تشهد عادة مواجهات الجمعة. وقتل الفتى عند مدخل القرية المحاذي لمستوطنة عوفرا شمال شرق مدينة رام الله. وأكد الجيش الاسرائيلي انه نشر جنودا في هذا القطاع لحماية طريق يستخدمه المستوطنون بالقرب من مستوطنة عوفرا. وأكدت القنصلية الامريكية في القدس ثم وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن ان الفتى عروة حماد يحمل الجنسية الامريكية. وأفاد سكان في قرية سلواد ان والده مقيم في الولاياتالمتحدة. ودعت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى إجراء «تحقيق سريع وشفاف». وقالت: «إن الولاياتالمتحدة تقدم أعمق تعازيها لعائلة حدث أمريكي قتلته قوات الدفاع الإسرائيلية خلال اشتباكات في سلواد في 24 أكتوبر». وأضافت إن المسؤولين الأمريكيين سيبقون «على اتصال وثيق بالسلطات المحلية التي بيدها زمام هذا التحقيق». وفي وقت سابق اندلعت صدامات في حيي وادي الجوز والعيساوية في القدسالشرقية حيث استخدم شرطيون قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين فلسطينيين كانوا يقومون برشق حجارة. وقالت الشرطة ان ثلاثة متظاهرين اعتقلوا لكنها لم تشر الى سقوط جرحى. وعززت اسرائيل الوجود الامني وفرضت قيودا على دخول الفلسطينيين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى غداة مواجهات في القدسالشرقيةالمحتلة، خوفا من اعمال عنف جديدة بعد مقتل رضيع في شهرها الثالث في هجوم. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان عبدالرحمن الشلودي (21 عاما) دهس عددا من المشاة عند موقف الترامواي في القدس فأصاب ثمانية اشخاص بينهم طفلة توفيت لاحقا، ثم حاول الهرب فأصابه شرطي. وتوفي الشاب لاحقا في المستشفى. وقضى الشلودي وهو من سكان حي سلوان متأثرا بجروحه بعد ان اطلق عليه شرطي اسرائيلي النار وأوقفه حين كان يحاول الفرار راجلا، بحسب متحدثة باسم المستشفى الذي نقل اليه في القدس الغربية. لكن والدة الشلودي شككت بفرضية الهجوم وطرحت تساؤلات عدة حول تصرف الشرطة التي قتلته ثم داهمت منزل العائلة وقلبت محتوياته. وأدى هذا الهجوم الى صدامات جديدة في القدسالشرقية العربية التي احتلتها إسرائيل وضمتها في 1967 وتشهد منذ اشهر مواجهات شبه يومية بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية انها اوقفت ليل الخميس الجمعة فلسطينيين في البلدة القديمة كانا يقومان برشق الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة والاطارات على الشرطة التي ردت بأسلحة «مكافحة الشغب»، على حد قوله. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو توعد الخميس «بأقسى رد» ممكن على اي هجوم في القدس، زاعما في بيان ان «القدس موحدة وكانت وستبقى دوما العاصمة الابدية لإسرائيل. اي محاولة لالحاق الأذى بسكانها ستقابل بأقسى رد». لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال إن نتانياهو يتعمد تجاهل تصرفات اسرائيل المستفزة في الجزء المحتل من المدينة المقدسة. وقال ان «عليه ان يعلم من المسؤول عن وضع الفلسطينيين والاسرائيليين المزري وتصعيد العنف». والأسبوع الماضي، كان سائق فلسطيني فقد السيطرة على سيارة كان يقودها في القدس وصدم، خاطئا، ركابا في محطة للسكك الحديدية مما أسفر عن وفاة طفل إسرائيلي لا يتجاوز ثلاثة أشهر. وقتلت الشرطة المهاجم رغم أنه كان مجرد سائق ولم يكن مسلحا ولا مفخخا، بحسب شهود. وزعمت مصادر اسرائيلية أن الشرطة قتلته لأنها ظنت أنه كان حادثا متعمدا انتقاما من دهس مستوطن صهيوني طفلتين فلسطينيتين فاستشهدت إحداهما (إيناس شوكت 5 أعوام). وزعمت شرطة الاحتلال أن فعلة المستوطن كانت حادثا مروريا. وشهدت القدس في الرابع من آب/اغسطس في اوج الحرب على غزة، اول هجوم دام منذ اكثر من ثلاث سنوات حين صدم شاب فلسطيني جرافة يقودها بحافلة ما أدى الى مقتل يهودي متطرف واصابة خمسة آخرين بحسب الشرطة. واحتج اقارب الفلسطيني على هذه الرواية الاسرائيلية.