انتقدت هيئات وجماعات إسلامية في لبنان التدخل العسكري الروسي في سورية. وعلقت «هيئة علماء المسلمين» على «قرار البرلمان الروسي تفويض الرئيس (فلاديمير) بوتين استخدام القوة العسكرية في سورية واعتبار الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن حرب القوات الروسية في سورية حرباً مقدسة»، ببيان رأت فيه أن «التدخل الإيراني ومن بعده الاحتلال الروسي المكشوف فضح حقيقة وجود أجندات خارجية ومؤامرة كونية لكن ضد الشعب السوري المسلم». وأشارت الهيئة الى أن «ما يجري فضح كذب تجار المقاومة، والمتغنين بالقومية العربية، فقد رحب هؤلاء المنافقون بالاحتلال الفارسي الروسي، وأبدوا استعدادهم للتحالف معه ضد المسلمين»، لافتة الى أن «باكورة عمليات الروس العسكرية جاءت قصفاً طاول المدنيين وقتل النساء والأطفال ودمر البيوت فوق رؤوس الآمنين واستهدف مواقع كل الفصائل المحاربة للنظام السوري، ما يكشف عن المخطط الإجرامي للروس، ويبطل ادعاءهم أن تدخلهم لمحاربة الإرهاب». وأكدت أن «التحدي الأكبر الذي يواجه السوريين عموماً والمجاهدين خصوصاً هو اجتماع كلمتهم واتحادهم ضد عدوهم واستعمال الأسلحة السياسية والإعلامية جنباً إلى جنب مع الأسلحة العسكرية، أما التحدي الأكبر الذي يواجه الأمة اليوم في الشأن السوري فهو أن تتمكن من الاحتشاد خلف هذا الجهاد ودعم المجاهدين الشرفاء لمقاومة هذا الاحتلال الجديد بكل الوسائل المتاحة». واعتبرت أن «التدخل الروسي يكشف عن أن المعركة على أرض سورية اليوم لم تعد بين الثوار والنظام السوري الظالم، إنما هي تواطؤ الشرق والغرب على قرار واحد، وهو حرمان الأكثرية السنية من أن تحكم نفسها في سورية». وإذ استهجنت الهيئة «صمت الجامعة العربية المريب حيال هذا التدخل»، اعتبرت هذا «تواطؤاً على احتلال أرض عربية وقتل أهلها ومصادرة إرادتهم»، ودعتها إلى «رفع الصوت عالياً ومواجهة هذه الحرب الوجودية الجديدة». ودان المكتب السياسي ل «الجماعة الإسلامية» في لبنان، في بيان، «العدوان الروسي الجديد على ثورة الشعب السوري من خلال التدخل العسكري المباشر في سورية إلى جانب النظام، والغارات الجوية التي استهدفت المدن والبلدات السورية، فضلاً عن مواقع الثوار في الجيش الحر والفصائل الأخرى»، محملاً «روسيا مسؤولية الدماء التي سالت فيه، فضلاً عن مسؤوليتها في مأساة الشعب السوري المستمرة، من خلال استخدام حق النقض «الفيتو» أكثر من مرة في مجلس الأمن لحماية النظام الذي أوغل في قتل شعبه». وأكد أن «الوجود الروسي في سورية هو قوة احتلال تجب إزالته»، داعياً «أبناء الشعب السوري كافة إلى الاتحاد، لمقاومة هذا الاحتلال ودحره وإقامة دولته المدنية الديموقراطية». وطالب «الأممالمتحدة والمجتمع الدولي والجامعة العربية بالضغط من أجل وقف هذا العدوان، وانسحاب روسيا من سورية، وترك الشعب السوري يقرر مصيره في نيل الحرية والكرامة». وانتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح، «الدور الروسي في سورية، لأنه يقوم على الخداع وذبح شعب، والمسؤول عن ذلك هم العرب الذين سكتوا عن المؤامرة الروسية- الإيرانية»، لافتاً إلى «أن روسيا اليوم هي دولة استعمارية تحتل سورية وتتعاون مع الأسد على قتل الشعب السوري وتهجيره من أرضه»، واصفاً الرئيس الروسي ب «الديكتاتور ورأس الإرهاب في المنطقة».