تعرض الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً واليورو المنخفض العائدات إلى ضغوط أمس في ظل ارتفاع أسواق الأسهم العالمية بعد أسوأ أداء ربع سنوي لها في أربع سنوات. وتأثر اليورو سلباً بتوقعات بأن يتوسع المصرف المركزي الأوروبي في التيسير الكمي بعد تقرير ضعيف للتضخم بمنطقة اليورو. وتضمن مسح «تانكن» الذي يجريه «بنك اليابان» (المركزي) لقياس ثقة الشركات مؤشرات متباينة مما أثقل كاهل الين. وانخفض اليورو 0.3 في المئة إلى 1.1145 دولار في حين ارتفعت العملة الأميركية نحو 0.3 في المئة إلى 120.15 ين. وواصل الذهب خسائره للجلسة الخامسة على التوالي لينزل إلى مستوى منخفض جديد في أسبوعين، إذ عززت البيانات القوية لوظائف القطاع الخاص بالولايات المتحدة وجهة النظر بأن مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي سيرفع أسعار الفائدة هذا العام. وفي حين انتظر المتعاملون بيانات الوظائف الأميركية غير الزراعية في وقت لاحق أمس قبل وضع رهانات كبيرة، أضر بالأسعار أيضاً غياب الصين المستهلك الكبير للمعدن بسبب عطلة مدتها أسبوع. وتراجع السعر الفوري للذهب 0.2 في المئة إلى 1112.06 دولار للأونصة بعدما هبط في وقت سابق إلى 1111.45 دولار وهو أدنى مستوياته منذ 16 أيلول (سبتمبر). وهبط البلاتين 0.2 في المئة إلى 902.25 دولار للأونصة. وفي وقت سابق من الأسبوع نزل المعدن إلى 894 دولاراً مسجلاً أقل سعر له منذ أواخر 2008 لمخاوف من أن فضيحة تلاعب «فولكسفاغن» في اختبارات الانبعاثات الأميركية قد تضر بالطلب على سيارات الديزل التي يستخدم البلاتين في تصنيع محركاتها. وارتفع البلاديوم 0.6 في المئة إلى 654.25 دولار وزادت الفضة 0.1 في المئة إلى 14.53 دولار للأونصة. وأظهرت ليل أول من أمس بيانات من معهد التمويل الدولي أن المستثمرين العالميين سحبوا ما يقدر ب 40 بليون دولار من الأصول في الأسواق الناشئة خلال الربع الثالث من العام وهو ما يجعله أسوأ ربع لتلك الأسواق منذ نهاية 2008. وأضاف المعهد الذي يتخذ من واشنطن مقراً في تقرير إن أسواق الأسهم شهدت تخارجات تقدر قيمتها 19 بليون دولار بينما شهدت أسواق السندات نزوح 21 بليون دولار. ولم تجد تدفقات الأسواق الناشئة سوى دعم قصير الأمد في الإشارات التي بعثها اجتماع لجنة السياسة النقدية بمجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي في أيلول والتي أظهرت ميله إلى التيسير. وأحجم «المركزي» الأميركي عن أول رفع لأسعار الفائدة منذ 2006 بسبب مخاوف في شأن تباطؤ النمو العالمي والصين واضطرابات السوق. وأثار هذا القرار موجة صعود محدودة في الأسواق الناشئة لكن هذا الاتجاه لم يلبث أن تغير في الأسبوع التالي ويتجه المؤشر الرئيس للأسهم حالياً إلى إنهاء الربع على خسائر تقارب 19 في المئة. ولفت معهد التمويل إلى أن موجة إقبال المستثمرين على البيع تمثل أكبر انتكاسة للأسواق الناشئة منذ الربع الأخير من 2008 ذروة الأزمة المالية حين شهدت تلك الأسواق نزوح 105 بلايين دولار. وتتضمن البيانات الفصلية تعديلاً كبيراً على غير معتاد لتقديرات المعهد في شأن التدفقات الخاصة بالسندات في تموز (يوليو) من تدفقات داخلة بقيمة ستة بلايين دولار إلى تدفقات خارجة قدرها 12 بليون دولار. وارتفعت الأسهم الأوروبية مدعومة بمزيد من الانتعاش لشركة التعدين والتجارة «غلينكور» بعد تراجع مؤلم في وقت سابق من الأسبوع والحديث عن عرض لشراء شركة الملح والأسمدة الألمانية كيه+اس. في المقابل تراجع سهم مجموعة «ألتيس للاتصالات» 5.9 في المئة بعدما أعلنت عن زيادة رأس المال لتمويل استحواذها على «كيبل - فيجن». واستفادت أسواق الأسهم الأوروبية بمكاسب الأسواق الآسيوية والأميركية خلال الليل حيث رأى بعض المحللين في مزيد من البيانات الصينية الضعيفة مؤشراً على أن بكين قد تأخذ إجراءات جديدة لتعزيز الاقتصاد المحلي. وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» الأوروبي 1.2 في المئة في حين تقدم مؤشر «يورو ستوكس 50» للأسهم القيادية بمنطقة اليورو 1.1 في المئة. وزاد سهم «غلينكور» 5.6 في المئة بفضل مذكرة بحثية متفائلة عن الشركة من بنك الاستثمار «سيتي» في حين تدعمت أسهم شركات التعدين الأخرى في ضوء ارتفاع أسعار المعادن. وتقدم سهم «كيه + اس» 5.5 في المئة إثر تقرير عن عرض استحواذ جديد من منافستها «بوتاش». وارتفعت الأسهم اليابانية مستمدة الدعم من مسوح تظهر أن انكماش النشاط الصناعي في الصين ربما بلغ مداه وبفعل الأداء القوي لبعض الشركات اليابانية رغم ضغوط الطلب الخارجي الضعيف. وبعد يوم من ختام أسوأ ربع سنة في أكثر من خمس سنوات اقتدى مؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية بمكاسب سوق الأسهم الأميركية الليلة الماضية وصعد 1.9 في المئة ليغلق عند 17722.42 نقطة. وقال متعاملون بالسوق إن الارتفاع مدفوع جزئياً بعدد من صناديق التقاعد التي تشتري عادة في بداية النصف الثاني من السنة المالية. وارتفع سهم «سوفت - بنك» 2.8 في المئة بعد الإعلان عن أن شركة الاتصالات اليابانية العملاقة قد قادت استثماراً قيمته بليون دولار في مجموعة التكنولوجيا المالية الأميركية الناشئة «سوفي» التي تركز على إعادة تمويل قروض الطلبة. وكان أداء شركات صناعة السيارات متفوقاً مع بدء سريان قرار الصين خفض الضرائب على السيارات الصغيرة الذي يخفف بمقدار النصف العبء الضريبي عن السيارات التي تقل سعة محركها عن 1.6 لتر من أمس وحتى نهاية 2016. وارتفعت أسهم تويوتا موتور 2.6 في المئة ورفع «كريدي سويس» تقييمه لسهم «نيسان موتور» إلى «أداء متفوق» من «محايد» وصعد السهم 5.1 في المئة. وارتفع مؤشر القطاع العقاري 4.8 في المئة مستفيداً من ما قال متعاملون إنها توقعات لمزيد من التيسير النقدي من «بنك اليابان» (المركزي) قبيل اجتماعه المقرر الأربعاء. وصعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 2.2 في المئة إلى 1442.74 نقطة ليغلق 31 مؤشراً قطاعياً من أصل 33 على ارتفاع. وزاد مؤشر «جيه بي اكس - نيكاي 400» بنسبة 2.3 في المئة ليغلق عند 12919.07 نقطة. وأنهت الأسهم الأميركية تعاملات أول من أمس على ارتفاع حاد مع تصيد المستثمرين للصفقات الرابحة بين الأسهم التي انخفضت أسعارها وتعافي مؤشر أسهم قطاع التكنولوجيا الحيوية لكن السوق سجلت أسوأ أداء فصلي لها منذ 2011. وارتفع مؤشر «داو جونز الصناعي» 235.57 نقطة أو 1.47 في المئة ليغلق عند 16284.70 نقطة.