إستخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار غربي يندد بالاستفتاء المقرر تنظيمه الاحد في شبه جزيرة القرم في حين امتنعت الصين عن التصويت على هذا المشروع صباح السبت في مجلس الامن الدولي. وتم رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة 13 صوتا اذ ان روسيا بصفتها عضوا دائما تستطيع منع اقرار اي مشروع قرار في هذا المجلس. وجرى التصويت بناء على طلب الولاياتالمتحدة التي وضعت نصا شديد الاعتدال املاً في الحصول على موافقة بكين. وبرر المندوب الروسي فيتالي تشوركين موقفه الرافض للقرار بالتاكيد من جديد على ان السلطات الجديدة في كييف منبثقة عن "انقلاب" وان روسيا "ستحترم رغبة شعب القرم". وردت المندوبة الاميركية سامانتا باور بالقول ان "روسيا تستطيع وضع الفيتو على مشروع القرار الا انها لا تستطيع وضع الفيتو على الحقيقة" مشيرة الى المادة الثانية في ميثاق الاممالمتحدة. واشادت ب"الاعتراض الساحق على الاعمال الخطيرة" التي تقوم بها موسكو والتي ستكون لها "تبعات". وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن "باريس ستعيد النظر في تعاونها العسكري مع روسيا في اطار مستوى ثالث من العقوبات إذا لم تنزع موسكو فتيل الأزمة في أوكرانيا". وكان الفيتو الروسي متوقعا بعد فشل الاجتماع الروسي الاميركي الذي عقد الجمعة في لندن لمحاولة التوصل الى تسوية بشان الازمة الاوكرانية. وغالبا ما تنحاز الصين الى موقف روسيا في مجلس الامن وخاصة في القرارات المتعلقة بسورية الا انها هذه المرة لم تفعل لان "الصينيين يشعرون بالحرج" حسب دبلوماسي غربي. وخلال الاجتماعات الستة السابقة لمجلس الامن بشان الازمة الاوكرانية اكدت بكين التمسك باثنين من مبادىء الدبلوماسية الصينية هما عدم التدخل واحترام سلامة ووحدة الاراضي التي يهددها الاستفتاء المقرر الاحد. ولا يستهدف مشروع القرار مباشرة روسيا التي لم تذكر ابدا في النص ولا يطالب صراحة بانسحاب التعزيزات الروسية التي ارسلت الى القرم للسيطرة على شبه الجزيرة كما انه لا يهدد بعقوبات. في المقابل يؤكد النص انه "لا يمكن ان يكون للاستفتاء اي قيمة او ان يؤدي الى اي تعديل في وضع القرم". ويطالب كل الدول والمحافل الدولية بعدم الاعتراف بنتيجته و"عدم القيام باي تصرف يمكن ان يفسر على انه اعتراف بتغير الوضع". وهي صيغة معقدة لمطالبة روسيا بعدم ضم القرم. واكد المجلس في مشروع القرار "التزامه بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة اراضي اوكرانيا في حدودها المعترف بها دوليا". كما يطلب النص من موسكو وكييف "اجراء حوار سياسي مباشر" والتحلي بضبط النفس ويشيد برغبة السلطات الاوكرانية الجديدة في "احترام حقوق" الاقليات في اشارة الى الناطقين بالروسية في شرق اوكرانيا. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن "روسيا تتلقى دعوات عدة لحماية الاوكرانيين وستدرسها"، مؤكدة ان "قوميين اوكرانيين يريدون مهاجمة الشرق الاوكراني الناطق بالروسية". ومن جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن "الجيش الأوكراني دفع بطائرات وقوات مظلية اليوم السبت للتصدي لمحاولة للقوات الروسية لدخول شريط طويل من الأراضي تابع لمنطقة متاخمة لإقليم القرم".