أكدت مصادر قريبة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أنه سيعود إلى مدينة عدن المحررة في غضون أيام، لمتابعة العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة الشرعية ودحر قوات الحوثيين في كل المدن ومرافق الدولة. كما أفادت مصادر حكومية في عدن بوصول نجل هادي إلى المدينة تمهيداً لعودة الرئيس اليمني. وكان نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح عاد قبل أيام من الرياض إلى عدن، يرافقه سبعة وزراء، لمزاولة نشاط الحكومة من عدن والعمل لتطبيع الأوضاع فيها وتثبيت الأمن، والبدء بالإعمار. وتعزّزت توقعات بأن معركة استعادة صنعاء باتت وشيكة جداً، مع وصول نائب قائد القوات البرية السعودية اللواء الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز إلى مأرب أمس. وهو توقع «حسماً سريعاً» للمعارك. ميدانياً، دمّر طيران التحالف العربي مواقع في اليمن يسيطر عليها الحوثيون ومنزلاً للرئيس السابق علي صالح، في غارات هزت صنعاء ليل الجمعة - السبت، فيما تواصلت المعارك غرب مدينة مأرب وشمالها، ضمن العمليات التي بدأتها قبل ستة أيام وحدات الجيش الموالية للحكومة اليمنية الشرعية، والمدعومة بقوات ضخمة من دول التحالف ضد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم. وتحدّثت مصادر عن مواجهات في مناطق الجفينة وذات الراء والفاو، في ظل قصف لطيران التحالف طاول مواقع جماعة الحوثيين في مديرية صرواح غرب مأرب، وأوقع خسائر كبيرة في صفوفهم. وفي صنعاء، تحدثت مصادر طبية عن إصابات، وذلك إثر غارات كثيفة طاولت مبنى وزارة الداخلية ومعسكر شرطة الدوريات (النجدة)، والمقر السابق لقيادة حزب «المؤتمر الشعبي»، وكلها في منطقة الحصبة، إضافة إلى منزل لعلي صالح. واستهدفت الغارات معسكر حرس الشرف والتموين العسكري في شارع الزبيري وسط العاصمة، وموقعاً للحوثيين قرب «جولة آية» في شمالها ومنزلاً وسط «صنعاء القديمة» (المدينة التاريخية) في حي «الفليحي». وفي حين تواصلت المعارك في مدينة تعز (جنوب غرب)، ذكر شهود أن الحوثيين والقوات الموالية لهم قصفوا بعنف أحياء المدينة بالقذائف الصاروخية والدبابات، بعد فشلهم في التقدُّم إلى المواقع التي تسيطر عليها «المقاومة الشعبية» والوحدات العسكرية الموالية لهادي. إلى ذلك، فرّق مسلحو جماعة الحوثيين في صنعاء بالقوة وقفة احتجاجية أمام مقر جهاز المخابرات، شارك فيها ناشطون للمطالبة بإطلاق معتقلين سياسيين وإعلاميين، كما اعتقلوا عدداً من المحتجين. وشهدت صنعاء نزوحاً كثيفاً أمس. وفيما عزّز التحالف القوات اليمنية الموالية للشرعية المرابطة في مأرب، دارت اشتباكات عنيفة قرب الحدود السعودية بين القوات السعودية ومسلحي الحوثيين. وفي شأن ما تردد عن وساطة روسية لحل الأزمة اليمنية ووقف القتال، قال مستشار الرئيس اليمني عبدالعزيز الجباري ل «الحياة»، إن الحكومة الشرعية لم تتلقَّ أي مبادرة رسمية من موسكو في شأن تسوية النزاع، وإن المبادرة المعلنة حتى الآن هي مبادرة الأممالمتحدة بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2216». وأضاف: «في حال طرح مبادرة من جانب روسيا وغيرها ستُدرس بعناية، في إطار كل ما يصب في مصلحة الشرعية». وتعزّزت توقعات بأن معركة استعادة صنعاء باتت وشيكة جداً، وذلك مع وصول نائب قائد القوات البرية السعودية اللواء الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز إلى مأرب أمس، ووصول مزيد من القوات اليمنية التي أخضعها التحالف العربي للتدريب. ولمح مراقبون إلى أن وصول الأمير فهد بن تركي إلى مأرب قد ينم عن توجُّه إلى استعادة صرواح، لتأمين خطوط التحرك صوب صنعاء. وقال نائب قائد القوات البرية السعودية في مأرب أمس، إن «قوات التحالف تعمل كل ما في وسعها لتفادي أي أخطاء، ولتفادي سقوط ضحايا أبرياء، وأؤكد أن الحوثي وأعوانه هم من يقوم بذلك، ويحوِّر الأمور، ويحاول خداع الشعب اليمني». وتعليقاً على استهداف المدنيين والمستشفيات والمنازل، قال: «هم لا يوفّرون شيئاً، وليس لهم مبدأ في أخلاق الحرب». ولفت إلى أن «التحالف يتقدم بخطوات مدروسة والأمور ستحسم سريعاً». اشتباكات قرب الحدود إلى ذلك، عاودت المدفعية السعودية أمس قصفها مواقع حدودية داخل اليمن، رداً على قذائف حوثية أُطلقت من داخل الأراضي اليمنية وطاولت بعض المواقع الحدودية السعودية، لكنها لم تتسبب بأضرار. وشمل القصف المدفعي عدداً من المواقع، ودُمِّرت مبانٍ استخدمها الحوثيون نقاط انطلاق لاستهداف النقاط الحدودية السعودية. وشنت طائرات التحالف أمس وليل أول من أمس غارات استهدفت مواقع لتجمعات مسلحين، ومواقع لتخزين الذخائر، في حجة وحرض ورازح والنظير. ودارت أمس اشتباكات عنيفة قرب حرض المتاخمة للحدود السعودية، بعد اكتشاف مجموعات مسلحة، ومواقع لإطلاق القذائف، وقتل عشرات من الانقلابيين المسلحين في معارك بين القوات السعودية وقوات تابعة لعلي صالح. وكشفت مصادر ل «الحياة» أن المسلحين غرروا بالأطفال وألبسوهم أحزمة ناسفة.