كثّف الطيران الحربي لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية أمس، ضرباته على مواقع جماعة الحوثيين وقوات الجيش الموالية لها في محافظات يمنية، ودمّر القصف في صنعاء وضواحيها قصوراً يملكها الرئيس السابق علي صالح وأقاربه، واستهدف كذلك مخازن للذخيرة والصواريخ. كما طاول مواقع للجماعة بامتداد المناطق الحدودية الشمالية الغربية في محافظتي صعدة وحجة. وتواصلت المواجهات بين مسلحي المقاومة من رجال القبائل وأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي من العسكريين وعناصر حزب «الإصلاح» من جهة، وبين المسلحين الحوثيين وقوات الجيش الموالية لعلي صالح من جهة أخرى، وذلك في عدن والضالع ومأرب وأبين، في ظل هدوء نسبي شهدته جبهات القتال في مدينة تعز، إذ سمح بدخول الإغاثة والمشتقات النفطية إلى المدينة. وشنّ طيران التحالف عشرات الغارات، إذ استهدف منزل نجل صالح في منطقة فج عطان ودَمَّر قصر صالح في مسقط رأسه في منطقة سنحان جنوب العاصمة، ومنزلي شقيقيه محمد صالح الأحمر وعلي صالح الأحمر. وطاول القصف معسكر ألوية الصواريخ ومواقع عسكرية ومخازن للذخيرة في جبل نقم المطل على صنعاء، وفي معسكرات النهدين في محيط القصر الرئاسي. وسُمع دويُّ الانفجارات وأصوات طلقات مضادات أرضية، كما شوهدت أعمدة دخان إثر احتراق محطة للوقود طاولها القصف في منطقة عطان. إلى ذلك شنّ مسلحو المقاومة هجوماً على مواقع الحوثيين في عدن، لاستعادة السيطرة على غالبية مناطق المدينة التي سقطت في أيديهم. وأكد شهود أن طائرات التحالف قصفت آليات للجماعة قرب مطار عدن وفي منطقة التواهي، كما ضربت تجمعات مسلحيها والقوات الموالية لها في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج (50 كلم شمال عدن) وامتد القصف إلى معسكر اللواء 22 في الحرس الجمهوري في مدينة تعز. وشهدت مدينة الضالع اشتباكات عنيفة أمس، وذكرت مصادر في «الحراك الجنوبي» أن مسلحيه وأنصار هادي هاجموا مواقع حوثية ما أدى إلى 25 إصابة في صفوف الجماعة التي ردت بقصف مواقع المقاومة بالمدفعية والدبابات وقذائف «هاون» ما أدى إلى إصابة منازل مدنيين في القرى المجاورة. وتواصلت المعارك في جبهة صرواح غرب مدينة مأرب (شرق صنعاء) وسقط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، وفقاً لمصادر قبلية، خلال مواجهات وقصف متبادل في مناطق «العطيف ومخدرة والطلعة الحمراء والزور وماس والجميدر وحلحلان وصولاً إلى مناطق متاخمة لمحافظة الجوف التي بدأت جماعة الحوثيين تعزيز مقاتليها فيها استعداداً لأي تحركات قبلية مناهضة. مصادر في محافظة أبين (شرق عدن) قالت ل «الحياة»، إن اشتباكات شهدتها أمس مناطق وسط المحافظة بين أنصار هادي وقوات الجيش الموالية للحوثيين في لودر ومكيراس وزنجبار والوضيع، حيث يحاول الحوثيون إخضاع مسقط رأس هادي وتأمين جبهة القتال في أبين. وأغار طيران التحالف على مواقع في محافظة صعدة معقل الجماعة (شمال)، وامتد القصف الجوي إلى المناطق الحدودية في محافظة حجة المجاورة. واستهدف القصف المدفعي والصاروخي لقوات الجيش السعودي مواقع للحوثيين بمحاذاة الشريط الحدودي. وكانت الأممالمتحدة أعلنت أمس في جنيف مقتل حوالى 1850 يمنياً خلال أعمال العنف التي يشهدها اليمن منذ نحو شهرين، وسقوط أكثر من سبعة آلاف جريح ونزوح نصف مليون شخص.