تعمدت دول البلقان وأوروبا الوسطى إغلاق حدودها أمس، منعاً لعبور المهاجرين غير الشرعيين، إذ أقفلت كرواتيا 7 من معابرها الحدودية ال8 مع صربيا وباشرت هنغاريا ببناء سياج حدودي جديد، فيما أوقفت سلوفينيا رحلات القطارات. وأعلنت الشرطة السلوفينية أن حوالى 150 مهاجراً من أصل 300 علقوا في قطار على الحدود بين كرواتياوسلوفينيا، بعد أن رفضت السلطات السلوفينية دخولهم بسبب عدم امتلاكهم الوثائق القانونية الضرورية. وعملت السلطات على إعادتهم إلى العاصمة الكرواتية زغرب في أسرع وقت ممكن. وتجمع المهاجرون المرحّلون الذين لم يسمح لهم بمغادرة عربات القطار عند النوافذ، وتعرض بعضهم لرجال الشرطة المنتشرين في محطة دوبوفا ومعهم الكلاب. وبدأ المهاجرون يرددون «يو أن، يو أن» (الأممالمتحدة) ولكن الهدوء عاد مساءً، وانتشرت 16 مركبة إضافية من الشرطة قرب محطة دوبوفا ليل الخميس– الجمعة، وعُلّقت الرحلات عبر القطارات بين سلوفينياوكرواتيا. من جهته، قال رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان أمس، إن بلاده بدأت ببناء سياج على حدودها مع كرواتيا لوقف تدفق المهاجرين ونشرت مئات الجنود وأفراد الشرطة هناك. وأضاف أنه سيتم الانتهاء اليوم من بناء السياج الذي يُعد حلاً سريعاً لمواجهة الأزمة. ومن المقرر أن يمتد السياج على مسافة 41 كيلومتراً وهي المنطقة البرية التي لا يفصل فيها نهر بين البلدين. وقال أوربان: «يجب أن نطبق الإجراءات ذاتها التي نتبعها على الحدود مع صربيا». وأضاف أن 600 جندي يعملون حالياً في بناء السياج وسيتم نشر 500 آخرين و700 في مطلع الأسبوع. إلى ذلك، حظرت الشرطة الكرواتية أمس، المرور بشكل كامل على الطرق المؤدية الى 7 معابر حدودية مع صربيا. وشمل حظر المرور معبر توفارنيك الحدودي حيث يعيش قربه معظم المهاجرين الذين دخلوا كرواتيا من صربيا على مدى اليومين الماضيين. وصرح وزير الداخلية الكرواتي رانكو أوستويتش أمس، بأن قدرات بلاده على استقبال المهاجرين «بلغت حدها الأقصى» بعد دخول 13 ألفاً منهم إلى أراضيها منذ الأربعاء الماضي. وقال شاهد إن المهاجرين واصلوا تدفقهم من صربيا الى كرواتيا أمس، وساروا عبر الحقول قرب أحد المعابر الحدودية المغلقة، فيما تكدّس مئات المهاجرين أمس، في محطة للتزود بالوقود في بلدة بيلي ماناستير الكرواتية على بعد كيلومترين من الحدود الهنغارية. في المقابل، حذر وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل في مقابلة مع صحيفة «بيلد»، من أن دول الاتحاد الأوروبي التي لا تلتزم بقيم التعاطف الإنساني والتضامن الأوروبية لا يمكنها أن تعول على الحصول على أموال من الاتحاد. وفي تكرار لتهديد أطلقه هذا الأسبوع وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، قال غابرييل إنه فيما تفتح ألمانيا صالات الألعاب الرياضية والثكنات والمنازل لأسر اللاجئين، تمد دول أخرى «الأسلاك الشائكة على حدودها وتغلق البوابات». وتُعد تلك التهديدات تلميحاً مستتراً لهنغاريا التي تسيّج حدودها مع صربيا وكرواتيا لمنع اللاجئين الفارين من سورية والعراق وأفغانستان وغيرها، من عبور أراضيها إلى منطقة شينغن الأوروبية التي يسمح فيها بالتحرك من دون الحصول على تأشيرة. وقال غابرييل: «أوروبا مجتمع من القيم التي تقوم على التعاطف الإنساني والتضامن. وهؤلاء الذين لا يشاركونا هذا القيم لا يمكنهم أن يعتمدوا على أموالنا دائماً». تزامناً، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مودينا شمال إيطاليا أول من أمس، أن على القمة الأوروبية المرتقبة الأربعاء المقبل، مساعدة تركيا لضمان بقاء اللاجئين على أراضيها إلى حين التوصل الى حل للنزاع في سورية. وقال هولاند للصحافيين بعد لقاء قصير مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، إن على الأوروبيين خلال قمتهم الاستثنائية اتخاذ قرار «بالعمل مع تركيا بهدف ضمان أن يتمكن أولئك (اللاجئون) الموجودون في تركيا من البقاء والعمل والحصول على جميع الوسائل ليكونوا قادرين على الانتظار حتى التوصل الى حل في سورية». وطالب هولاند بأن تتخذ القمة 3 قرارات، فعلاوة على مساعدة تركيا، على الأوروبيين إنشاء مراكز استقبال تتيح تسجيل طالبي اللجوء ومواكبة من ليس لهم الحق في ذلك «ضمن نطاق الاحترام». كما على الأوروبيين العمل مع الدول التي تضم مراكز لاجئين «والتي يجب مساعدتها بشكل أكبر»، لأنه «إذا خرج اللاجئون من المخيمات ستحدث حركة (بشرية) لن نستطيع السيطرة عليها». كما دعا هولاند الى مساعدة البلدان التي ينطلق منها المهاجرون، وخصوصاً في أفريقيا، على التنمية. في سياق متصل، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن عدداً قياسياً بلغ 473887 لاجئاً ومهاجراً عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا هذا العام، من بينهم 182 ألف سوري، أي حوالى 40 في المئة من إجمالي المهاجرين. وأعلنت وكالة الإحصاءات الأوروبية الرسمية (يوروستات) أمس، أن دول الاتحاد الأوروبي تلقت 213 ألفاً ومئتي طلب لجوء بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو) بزيادة 85% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2014.