قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الجمعة إن الرئيس باراك أوباما يعتقد أن المحادثات العسكرية مع روسيا بشأن سورية خطوة تالية مهمة ويأمل في أن تُعقد قريباً. وجاء كلامه الذي سارعت موسكو إلى الترحيب به بعد ساعات من إعلان الكرملين إنه سيدرس إرسال قوات إلى سورية في حال طلبت حكومة الرئيس بشار الأسد منه ذلك، كما جاء في تصريحات لوزير الخارجية السوري وليد المعلم مساء الخميس. وقال كيري في مستهل محادثات مع وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد في لندن أمس: «يعتقد الرئيس (أوباما) أن المحادثات العسكرية خطوة تالية مهمة ويأمل في أن تجري قريباً جداً وأن تساعد في تحديد بعض الخيارات المختلفة المتاحة لنا ونحن نبحث الخطوات القادمة في سورية». وقال كيري للصحافيين: «تركيزنا ما زال ينصب على قتال «داعش» وأيضاً على التسوية السياسية في سورية والتي نعتقد أنه لا يمكن تحقيقها مع وجود (الرئيس بشار) الأسد لفترة طويلة». وبالتزامن مع ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن وزير الدفاع استون كارتر أبلغ نظيره الروسي سيرغي شويغو بأن هزيمة تنظيم «داعش» وضمان الانتقال السياسي في سورية يبنغي انجازهما في الوقت نفسه. وفي موسكو سارعت وزارة الخارجية الروسية إلى الرد على كيري بالقول إنها مستعدة لإجراء محادثات مع أميركا بشأن سورية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: «لم نرفض الحوار مع الولاياتالمتحدة مطلقاً... نحن منفتحون على (الحوار) الآن بشأن كل المسائل محل الاهتمام المشترك بما في ذلك سورية». وقبل ذلك قال ناطق باسم الكرملين إن روسيا ستبحث أي طلب من سورية لإرسال قوات إذا طلبت دمشق ذلك. وقال المتحدث ديمتري بيسكوف للصحافيين: «إذا ما كان هناك طلب (من سورية) فسيكون من الطبيعي مناقشته والنظر فيه في إطار الحوار الثنائي... في الوقت الحالي من الصعب التحدث نظرياً». وأبلغ مصدر عسكري سوري «رويترز» يوم الخميس أن الجيش السوري الذي خسر أرضاً لمصلحة مقاتلي المعارضة أخيراً، بدأ في استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والبرية حصل عليها من روسيا. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم صرح في مقابلة مع التلفزيون السوري انه «حتى الآن لا يوجد قتال على الارض مشترك مع القوات الروسية لكن اذا لمسنا وجود حاجة فسندرس ونطلب». ورداً على سؤال حول ما اذا كانت روسيا ارسلت تعزيزات عسكرية الى سورية، امتنع المعلم عن تأكيد الخبر لكنه شدد على أن «التعاون بين قواتنا والقوات الروسية تعاون استراتيجي عميق». وكان مسؤول أميركي ذكر الاثنين ان روسيا أرسلت مدفعية وسبع دبابات الى قاعدة جوية في سورية كجزء من تعزيزاتها العسكرية في هذا البلد الذي تمزقه الحرب. وتثير التعزيزات الروسية في سورية المخاوف في الغرب بشأن الآثار المترتبة على مساعدة موسكو عسكرياً حليفها بشار الأسد. وفي اليوم التالي أعلنت واشنطن ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي سيرغي لافروف ليكرر له الموقف الاميركي. وأعلن البيت الابيض الخميس انه منفتح على محادثات مع روسيا بشأن سورية بعد نشر موسكو تعزيزات في هذا البلد الذي يشهد نزاعاً مدمراً. وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية جوش ايرنست ان الولاياتالمتحدة «تبقى منفتحة على مناقشات تكتيكية وعملية مع الروس بهدف تعزيز أهداف التحالف ضد (تنظيم) داعش وضمان سلامة عمليات التحالف». وتابع المعلم ان «روسيا بقيادة (فلاديمير) بوتين تقف الى جانب الدولة السورية والحكومة الشرعية في دمشق، وهي جاهزة لتقديم كل ما يمكن تقديمه عندما تقتضي الضرورة ذلك لمكافحة الارهاب». من جهة أخرى ذكر موقع «غازيتا» الإخباري الروسي الجمعة ان جنوداً روساً يحتجون على أوامر بامكان ارسالهم الى سورية. ونقل الموقع عن جندي يدعى الكسي إن قوات ارسلت الى مرفأ في جنوبروسيا من دون ابلاغها بوجهتها الأخيرة. وهي تخشى ان تكون دمشق. لكن بيسكوف اكد ان مجلس حقوق الانسان في الكرملين لم يتلق أي شكوى حول عسكريين يخشون ارسالهم الى سورية. واشارت فالنتيتنا ملنيكوفا الناشطة دفاعاً عن حقوق الجنود ان بعض افراد الأسر القلقين بدأوا بالاتصال بمجموعات حقوق الانسان. وأضافت: «هناك اقارب يخشون أن يتم ارسال الجنود الى اوكرانيا او سورية». وتشهد العلاقات بين روسيا والغرب اسوأ توتر لها حول أوكرانيا منذ الحرب الباردة. وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على موسكو على خلفية دورها في الجمهورية السوفياتية السابقة. وتتهم أوكرانياروسيا بمحاولة زعزعة الاستقرار في البلاد. وأسفر النزاع في الشرق الاوكراني عن مقتل اكثر من 6800 شخص منذ نيسان (ابريل) من العام الماضي. وتقول كييف والغرب ان روسيا تقدم دعماً عسكرياً للإنفصاليين، وهو ما تنفيه موسكو.