نالت الفرقة المصرية – الألمانية «كايرو ستيبس» (Cairo Steps) شرف افتتاح مهرجان القلعة للموسيقى بما يحمله من هوية خاصة، فنياً وجماهيرياً. ويستلهم مؤسس الفرقة باسم درويش، عازف العود، موسيقاه من جذور البيئة الشعبية في أقصى صعيد مصر حيث احتفالات الموالد وشيوخ الطرق الصوفية المنتشرة هناك، وكثيراً ما كان يسرح في ركابهم، منجذباً إلى إيقاع المديح والإنشاد. ويقول درويش ل «الحياة»: «نقش هذا التراث في روحي وأصبح مخزوناً محفوظاً أحمله معي ويحملني ونسير في طريق لا نهاية له. تلك الروح الصوفية مع الجاز والتكنيك الغربي، محاولاً إعادة إنتاج كل ذلك في بساطة وعبقرية الروح الشعبية. كان أول احتكاك مباشر لي بالوسط الفني من خلال الفنان وجيه عزيز الذي كان يقدم عرضاً مسرحياً في المهرجان التجريبي الأول، ثم تعرفت إلى الموسيقار فتحي سلامة وعملت معه ومع الموسيقار يحيى خليل، الذي يعد من رواد الجاز في مصر واستفدت من خبرتهم كثيراً، ولي تجربة مثيرة مع المطرب الشعبي الريس متقال، وسجلت معه ألبومين وسافرت معه في جولات خارجية، كانت بدايات الاطلاع على الموسيقى في العالم». ويواصل درويش: «تعد مرحلة ما بعد أم كلثوم، أي السبعينات والثمانينات، من أهم مكونات جيلي من الموسيقيين، هي المرحلة التي بدأ فيها ظهور الفرق الغنائية مثل المصريين بقيادة هاني شنوده إلى الفترة التي سيطر فيها حميد الشاعري بأسلوبه على الساحة وأحدث نوعاً من الفرز والتصنيف، وتبلورت ملامح كل مشروع وظهرت تجارب مهمة». ورداً على المقولة التي تؤكد تقديم التراث الموسيقي كما هو لأن أي تلاعب أو تدخل يفقده أصالته ومذاقة الخاص، يقول درويش: «الحقيقة هي إشكالية كبيرة، لكن يتوقف ذلك على مدى إدراك الموسيقى بالجانبين، الأصلي النابع من الجذور وأيضاً الجانب الهارموني والتكنيكي، تماماً مثل المترجم. أما عن تجربة الفرقة فيمكن استنباط تلك العلاقة الجدلية من الصوت الموسيقي «أون بوت» للفرقة هل هو جديد... مختلف... كيف يتعامل مع مفردات التراث ومكوناته وروحه. والفرقة تمزج الآلات الشرقية كالقانون والناي والكمان والرق وآلات الجاز، بالساكسوفون والبيانو والبيز غيتار». ويضيف: «يروق لي توظيف آلة النفخ «الدودق» وهي أرمينية الأصل، فصوتها عذب ومشجي، هذه التوليفة مع أداء الشيخ زين محمود وصعوده بين الأنين والصوت الصادح في وصلاته الروحانية، تأخذ صوت الفرقة إلى آفاق الصوفية وتحلق بها، ويشارك «أحياناً» المرنم ماهر فايز ب «تودعات صوتية تضفي بعداً عصرياً خالصاً». يذكر أن الفرقة تضم عازفين على مستوى عالٍ من مختلف الثقافات، هندي وعربي وألماني خلق بينهم درويش حالة من التوافق والانسجام وبحثاً دؤوباً عما هو جديد في عالم الجاز الصوفي.