كفتاة آشورية تطل على معبد قديم، قدمت الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي أولى حفلاتها في مصر أخيراً. «ملاك رام الله» ابنة ال 15 سنة، أطربت بصوتها المتألق الصادح جمهوراً كبيراً ملأ مدرج «مسرح الجنينة» في القاهرة في حفلة نظمتها مؤسسة المورد الثقافي. فأعادت إلى الأذهان والأسماع أطياف زمن الغناء العربي بتقاليده وثقافته، وتجاوب الجمهور بالآهات وكلمات الثناء والتصفيق، مستمتعاً بوصلة غنائية بدأت من «راجعين يا هوى» التي غنتها فيروز إلى «كادني الهوى» لمحمد عثمان، و»افرح يا قلبي – إن كنت سامح» لمحمد القصبجي، و»منيتي عز اصطباري» لسيد درويش، وكلها أدوار ومونولوجات وأغان شعبية كان لها دور حاسم في تطور الغناء العربي في القرن العشرين. تشدو ناي البرغوثي وتؤكد ل «الحياة» أن «هذه الأغاني يجب ألا تسجن في متحف، وإنما ينبغي أن تتواصل معها أجيال الشباب.» وأشارت إلى أنها تضع إحساسها الشخصي وبصمتها في نسيج تلك الأغاني التي عملت عليها لمدة سنة مع الموسيقي وعازف العود الفلسطيني خالد جبران في مشروع تحت عنوان «منيتي». ووضع جبران توزيعاً خاصاً لتلك الأغاني يحمل رؤية موسيقية حديثة – تجريبية تجمع بين الكلاسيك والجاز والطرب الشرقي، كما يقول الموسيقي وعازف العود تامر أبو غزالة الذي قاد الفرقة ودربها في الفترة الماضية. وأبو غزالة كان تلميذاً لجبران أيضاً في المعهد الموسيقي الوطني، بينما كانت البرغوثي طفلة في كورس «أوج» بالمعهد نفسه. ورأى أبو غزالة أن «صوت ناي البرغوثي الذي ينبض شباباً وحيوية أضفى روحاً جديدة على هذه الأغاني الكلاسيكية، ومنحها طاقة وصلت إلى الجمهور من خلال توزيع يدرك ماذا يفعل حتى وإن كان الجمهور المصري يتعلق أكثر بصوت المطرب». والبرغوثي ليست مطربة فحسب بل هي عازفة ماهرة على آلة الفلوت، ومؤلفة موسيقية، لها 6 مقطوعات لهذه الآلة من أهمها «جنيتن» التي قدمتها العام 2002، كما شاركت العام الماضي مع الموسيقي الفلسطيني سيمون شاهين عندما غنت مع فرقته «ليالي الأنس» و»افرح يا قلبي». وفي حفلة القاهرة التي اختتمتها بالنشيد الوطني المصري «بلادي بلادي» وأهدته إلى شباب «25 يناير»، عزفت على الفلوت نوتات «راجعين يا هوى» و«ماريا».