بعدما عمل الملحن وعازف الغيتار المصري محمد درويش مع العديد من الفرق الموسيقية، وجرّب كل الأنماط الفنية، قرر أخيراً أن يكوّن فرقته الخاصة «دروشة» التي ظهرت للمرة الأولى أمام الجمهور قبل أيام في ساحة روابط وسط القاهرة، ضمن حفلات مشروع موسيقي يضم فرقاً عدة تحت اسم «كومبو مستقل». يقول درويش: «لو أردت تكوين فرقة لفعلتها منذ سنوات»، ويوضح أن فكرة المزج أو «الفيوجين» تحرك أفكاره، وعلى رغم أنها ليست بجديدة، ولكن التوليفة التي يؤمن بها «لها صوت مغاير يجد طريقاً وسط غمار التجارب الكثيرة في عالم الموسيقى المستقلة، لأن «دروشة» تزاوج بين مدارس عدة وألوان موسيقية مختلفة». ويعتبر أن «الروك السمة الغالبة على المشروع ولكن «الميتل» حاضرة بقوة وبصمة ال «دي جي» والإلكترونيك ميوزيك لا تخفى ولا تتوارى، أما الروح الشرقية فهي تحلق فوق الجميع معلنة هوية الفرقة وجذورها». وعن أعضاء الفرقة وتكوينها، يقول درويش: «في الأصل نحن أصدقاء خصوصاً شادي الحسيني عازف البيانو والميلوديكا، إذ عملنا معاً في فرقة الطمي المسرحية سنوات وقدمنا الكثير من العروض. يقوم عملنا على أساس ورشة عمل، صحيح أنني أتولى التلحين ولكن الشكل النهائي للقطعة الموسيقية أو الأغنية يمر عبر مختبر للتوزيع الموسيقى، كما أن هناك مساحة ما خفية في عقل وأصابع كل عازف لبعض الارتجال أثناء لعب الصولوهات». ويضيف: «نوعية الروك بروجر سييف تعتمد إلى حد كبير على الأرتام المركبة سواء من البركشن أم آلات الإيقاع الأفريقية، ويتجلى ذلك في مقطوعة حوار بين الغيتار وتلك الإيقاعات كذلك في زمن دخول الآلات على بعض يتطلب الأمر دقة وحساسية، أيضاً ثراء الموسيقى بوجود خطوط لحنية عدة في الوقت نفسه». ويرى مغني الفرقة كريم أبو ريدة أن أغاني «دروشة» تعود إلى ما يسمى المدرسة النفسية للغناء، إذ «تختلط أحاسيس قد تكون متناقضة، وتتداخل في نسيج واحد، يكون المغني قادراً على احتوائها وتوصيلها إلى المستمع، وهذا يتطلب تكنيكاً خاصاً في الأداء يستطيع السيطرة على هذه الحالة من حزن وأفكار وإحباط وصلابة وتحد وتفاؤل». ويعمل عازف الدرامز والبركشن عمر الزناتي مع محمد درويش في فرقة الطمي منذ عام 2007، ويوضح أن كل عضو في الفرقة، قادم من ثقافة مختلفة، و «هذا يفيد المشروع ككل، خصوصاً مع نضوج أفكارنا في شكل جلي، نحاول التحرر من كل ما سمعناه، وفي الوقت نفسه الحفاظ على القيم والتقاليد الموسيقية». عن نمط الفرقة يقول: «يصعب تصنيف ما نقدمه، فمن الروك والميتل نميل أحياناً إلى الموسيقى اللاتينية والإلكترونية وغيرها، ما زلنا في البدايات لكننا وجدنا طريقنا ونحاول أن نضع صورة وبصمة تحمل اسم «دروشة». وخلال الحفلة التي احتضنها وسط القاهرة، حل الموسيقي الفلسطيني تامر أبو غزالة ضيفاً على الأمسية كعازف عود، وقال: «وسط هذا الزخم الموسيقي يبقى العود الآلة الوحيدة التي تحمل لمسة إنسانية تتبع من أصابع عازف على أوتار، والعود هنا ليس منزوياً في أقصى الصور كالعادة في الموسيقى في عالمنا العربي، بل العود هنا له دور حقيقي ومكتوب في اللحن الأساسي، خصوصاً أن درويش يعزف عوداً أيضاً ويدرك إمكاناته». ويضيف: «بالطبع أقوم بالتعرف والارتجال بحسب الحالة والأداء والجو الموسيقي المحبط. أكثر الأعمال التي لاقت تجاوباً من الحضور أغنية السما ومقطوعة بهية التي أعادت الفرقة تقديمها مرتين تحت إلحاح الجمهور وهي تتميز بقوتها وحيويتها كما أنها جديدة في شكلها على المستمع عموماً». وعمل درويش في فرق عدة من قبل منها «أوديوس» وفرقة أحمد ربيع للجاز فيوجين وفرقة مريم صالح وغيرها.