دمشق - يو بي أي - كشف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون عن تحرك ستشهده الأسابيع المقبلة من قبل بلاده عبر اتصالات ستجريها مع كل من سورية وتركيا وإسرائيل لتنشيط المفاوضات غير المباشرة والمتوقفة بين دمشق وتل أبيب بوساطة أنقرة. قال فيون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري محمد ناجي عطري في دمشق اليوم السبت إن "الحلول للنزاع في الشرق الأوسط معروفة وليس لدينا وقت لنضيعه.. نحن بحاجة لكل الإرادات الطيبة وفي الأسابيع المقبلة سيكون لنا اتصال مع سوريا وتركيا وإسرائيل". وأشار فيون إلى أنه بحث والرئيس السوري بشار الاسد إعادة إطلاق عملية السلام وخاصة إعادة اطلاق الحوار بين سوريا واسرائيل وأعرب فيون عن رغبة بلاده في أن "تلعب سوريا دورا في إحلال السلام والاستقرار في الشرق الاوسط". وردا على سؤال بشأن الأسس التي استندت إليها فرنسا في الشراكة مع سوريا، قال فيون "خيارنا هو أن نتكلم مع سوريا بصراحة وبصدق وهي لها مواقف وتدافع عنها ولنا مواقفنا وندافع عنها ونحاول التقريب بين وجهات النظر"، مشيرا على أن هناك "مواضيع عديدة كانت محل سوء فهم وقد تحسنت الى حد بعيد" واعتبر فيون أن فرنسا كانت "على حق في انفتاحها على سوريا، معربا عن سعادته "لان الولاياتالمتحدة تسير على خطوات فرنسا" بانفتاحها على دمشق، علما ان "العلاقة الفرنسية السورية تعرضت للانتقادات". واشار إلى أن "ما تم التوصل إليه خلال مباحثاتنا تضمنت نقاطا ايجابية تبين اننا كنا على حق وفي الثقة التي أوليناها في إطار مبادرات صريحة وشفافة وصادقة بين الجانبين". قال إن العلاقات بين البلدين أنطلقت منذ سنتين بمبادرة من الرئيسان السوري والفرنسي نيكولا ساركوزي وترجمت في زيارات متبادلة بين الجانبين، مشددا على أن "فرنسا تريد شراكة مع سورية لأنها تريد مرافقتها في عملية التنمية لان لها دور في رخاء واستقرار الشرق الأوسط وبدون سورية لا يمكن أن يتحقق هذا الرخاء بشكل مستدام". وأشار إلى أنه تطرق والرئيس الاسد إلى حقوق الانسان في سوريا، معلناً عن "رغبة بلاده في أن تكون سوريا في المستقبل القريب قادرة على توقيع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.. كما جرى الحديث حول الاتحاد من احل المتوسط وأن سورية أيدته وآمل أن يكون عنصرا هيكليا في التعاون بين ضفتي المتوسط". وبشأن الملف النووي الإيراني، قال فيون إن "فرنسا لها نظرة مختلفة عن سوريا بالنسبة للملف النووي"، مشيرا إلى أن بلاده أخذت علما بالتقرير الجديد الذي اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال إنه "تقرير مقلق جدا وإيران تنتهك قرارا مجلس الامن ومجلس المحافظين في الطاقة الدولية وقدمنا اقتراحات إلى إيران في التعاون ولكنها ترفض حتى الآن ولم يبق لنا حل آخر واذا لم تتطور الأوضاع سيتم اللجوء الى مجلس الامن.. نحن في حاجة إلى بوادر عملية من ايران لتبديد القلق الذي ينتاب المجتمع الدولي". ووجه فيون الشكر إلى سوريا فيما يتعلق بدورها في نقل رسالة من فرنسا إلى إيران بشأن المواطنة الفرنسية المحتجزة لدى طهران