احتجت خمس عائلات سورية منحت حق اللجوء في أوروغواي العام الماضي، أمام مكتب الرئيس، أمس، مطالبين بالسماح لهم بمغادرة الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، سعياً إلى فرص عمل أفضل، حتى لو أعيدوا إلى الشرق الأوسط. وقبلت أوروغواي العائلات الخمس المؤلفة من 42 شخصاً، فروا من الأزمة السورية في تشرين الأول (أكتوبر) 2014، لكن العائلات قالت إن "الحكومة اليسارية فشلت في تأمين مداخيل جيدة لهم". وقال ألديس ماهر (35 سنة)، الذي سعت عائلته إلى الأمن أولاً في معسكر للاجئين عبر الحدود السورية، إنه لا يخشى العودة إلى لبنان، موضحاً: "أريد مكاناً يضمن حياة لي ولعائلتي". ويأتي احتجاج العائلات في وقت تكافح فيه أوروبا من أجل التكيف مع أعداد لم يسبق لها مثيل لطالبي اللجوء الذين يفرون من الصراعات في سورية والعراق وأفغانستان، لتبرز التحدي الذي تواجهه الدول المضيفة في دمج اللاجئين الذين يعانون الفقر غالباً. ويتلقى اللاجئون في أوروغواي دعماً من الحكومة في مجال السكن والرعاية الصحية والتعليم ودعماً مالياً، ولكن على رغم ذلك يكافحون من أجل الاستقرار والتأقلم في ظل العلاقات المتوترة مع السكان المحليين. وقال ماهر إنه "ليست لدي أي وسيلة للحصول على وظيفة لكسب ما يكفي من المال ورعاية أسرتي. قبل أن نأتي أبلغتنا السفارة أن في وسعنا كسب 1500 دولار شهرياً". وأضاف أنه سيتظاهر أمام مكتب الرئيس تاباري فاسكيز حتى يُستجاب لمطالب العائلات. ويحمل اللاجئون بطاقات هوية ووثائق سفر معترف بها دولياً، لكن يمكن للدول الأخرى أن ترفض دخولهم. وعاد ماهر وعائلته إلى أوروغواي بعدما أمضوا 20 يوماً في مطار إسطنبول في آب (أغسطس) الماضي، لرفض مسؤولي الهجرة في تركيا دخولهم. وقال رئيس أمانة حقوق الإنسان في رئاسة أوروغواي خافيير ميراندا إنه "إذا أرادوا الرحيل فليرحلوا، لكن لا نعرف إن كانت دولة أخرى ستسمح لهم بالدخول أم لا، الأمر خارج سيطرتنا". ويتوقع أن تصل مجموعة أخرى تضم 80 لاجئاً سورياً إلى البلد قبل نهاية العام الحالي.